السبت 21 يونيو - حزيران - 2003

في القِدر موتٌ


ورجع أليشع إلى الجلجال. وكان جوع في الأرض. وكان بنو الأنبياء جلوساً أمامه ... وقالوا في القِدر موت يا رجل الله ... فقال هاتوا دقيقاً (2مل4: 38-41)

رجع أليشع إلى الجلجال. والجلجال يُشير إلى الحكم على الذات وإماتة أعضاء الجسد. والاجتماع إلى اسم الرب هو أيضاً مكان الحكم على الذات حيث لا مكان للجسد وحركاته.

وكان في ذلك الوقت مجاعة، وأتى بنو الأنبياء وجلسوا أمام أليشع رجل الله، وأمر أليشع أن يؤتى بالقِدر الكبير، وهكذا اجتماعاتنا حول اسم المسيح، فطالما الرب حاضر في الوسط، فليس أقل من القِدر الكبير حتى ولو في مشهد المجاعة. لكن فجأة خرج واحد من أمام أليشع إلى الحقل، ظاناً في نفسه أنه يستطيع أن يُحضر لإخوته طعاماً بالانفصال عن أليشع رجل الله. ألا يحدث هذا معنا؟ فقد يقوم أحدنا فجأة، وقد يكون عن إخلاص، ظاناً أن يستطيع أن يُطعم إخوته دون قيادة الرب، فيذهب إلى الحقل ويظن أنه يلتقط بقولاً، لكنه للأسف لا يجد إلا اليقطين البري، ويأخذ ملء ثوبه من هذا القثاء ويقطّعه ويضعه في قِدر السليقة كما فعل ذلك الشخص عندما قام من أمام أليشع.

لكن ماذا حدث؟ عندما أكل بنو الأنبياء صرخوا وقالوا في القِدر موت يا رجل الله. ولم يستطيعوا أن يأكلوا. نعم .. إننا نحتاج إلى التمييز في محضر الرب، حيث نميز الطعام الذي فيه غذاء ونمو لشعب الله، والطعام الذي يحمل سموماً ردية تُضعف نمونا أمام الرب وشهادتنا أمام الناس، فنصرخ أمام الرب. نعم فليس مطلوباً منا في هذه الأيام الأخيرة ونحن نرى الكثيرين يغشون كلمة الله (2كو4) بل ويدسون بدع هلاك (2بط2) إلا الصراخ أمام الرب.

لكن كيف تصرف أليشع؟ إنه لم يتعامل مع الرجل الذي أتى بهذه السموم، بل تعامل مع الطعام الذي فيه السموم. فالوقت الآن ليس وقت التعامل مع الأشخاص بل التعامل مع الطعام؛ فالأشخاص لهم وقت للتعامل معهم أمام كرسي المسيح، أما الآن فقد أمر أليشع أن يأتوا بالدقيق ليلقيه في القِدر، وقال صُب للقوم فيأكلوا. فكأنه لم يكن شيئاً رديئاً في القِدر (2مل4: 41). نعم فالدقيق عالج كل السموم في القِدر. وألا نرى في الدقيق إشارة إلى شخص المسيح، وما علينا في هذه الأيام إلا أن نضع الدقيق أمام إخوتنا وقت التفافنا حول الرب، حيث سيدنا الكريم بكل أمجاده الأدبية وكل حياته العطرة، ففي أمجاد المسيح كل العلاج.


 

عزت نظير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS