الجمعة 20 يونيو - حزيران - 2003

عبور البحر الأحمر وعبور نهر الأردن


فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم (خر14: 22)

عبور البحر الأحمر وعبور نهر الأردن، كلاهما رمز من رموز العهد القديم، نرى في كليهما عبور الشعب القديم، وفي كليهما نلمح حقيقة الموت والقيامة، مع هذا الفارق: أنه بعبور البحر الأحمر أخرج الرب الشعب من دائرة العبودية إلى البرية، وهكذا فإن عبور البحر الأحمر يُرينا موت المسيح وقيامته لأجلنا، الأمر الذي يترتب عليه انفصال المؤمن عن العالم الحاضر الشرير أدبياً، وإذ قد انفصل عن العالم أصبح غريباً ونزيلاً والعالم بالنسبة له برية.

أما عبور الأردن الذي ترتب عليه دخول الشعب إلى أرض كنعان، التي تُشير إلى السماويات، التي هي مناخ القديسين وهم على الأرض، ففيه نرى موتنا نحن وقيامتنا مع المسيح. فالمؤمن لم ينفصل فقط عن هذا العالم الحاضر الشرير بصليب المسيح، بل أُقيم مع المسيح (أف2: 6). وإن كنا لم نَزَل بعد في الأجساد، وعلى الأرض، ولم نصل بعد إلى السماء، لكننا بالروح نتحقق اتحادنا مع المسيح ومقامنا فيه، وأننا قد أتينا إلى دائرة السماويات، وأُجلسنا مع المسيح في السماويات، رغم أننا لم نَزَل نجاهد الآن هنا في حرب روحية، وأمامنا أعداء روحيون، هم أجناد الشر الروحية في السماويات.

ويمكننا أن نتناول هذين الرمزين معاً لأنه يذكر عن شعب الله « فدخل بنو إسرائيل وسط البحر على الياسبة... »، ولم يذكر أنهم خرجوا منه (رغماً أنهم بالطبع خرجوا منه تاركين فيه كل خيل فرعون ومركباته وفرسانه ليغرقوا). ثم بعد أربعين سنة يُذكر في يشوع4: 19 « وصعد الشعب من الأردن ... »؛ وكأن كل فترة البرية قد تم احتوائها بين الحَدَثين.

لا شك أن البرية تُعلِّم الدرس المزدوج، ألا وهو كشف ما في قلوبنا من تعوّج والتواء وتذمر، وأيضاً كشف كل ما يخرج من قلب الله؛ حيث الصلاح والجود والنعمة التي لا تكِّل من رعاية شعبه (تث8: 2-4). لكن حالما وصل الله بشعبه إلى إدراكهم أنهم في أنفسهم لا شيء وأنه هو نفسه، بكل محبته ونعمته وقدرته، كل شيء لهم، عبر بهم نهر الأردن للتمتع بالميراث الذي وعد به.


 

فايز فؤاد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS