الثلاثاء 10 يونيو - حزيران - 2003

نفحات السماء


والسيد الرب يعينني، لذلك لا أخجل (إش50: 7)

في الإنجيل المدوّن باسمه يُبرز لنا لوقا أكثر من غيره من البشيرين حياة الرب يسوع كالإنسان. لقد انفرد بالحديث عن آلام الإنسان الكامل، الرب يسوع المسيح لا سيما في ساعاته الأخيرة قبيل موت الصليب، حيث يرسم لنا البشير صوراً دقيقة لذلك الغريب السماوي وهو يجتاز طريقه إلى الصليب وقد لفح جسده ونفسه وروحه الرقيقة الكثير من أنواع المُعاناة.

إلا أن الآب من السماء أرسل « نسمات باردة » أعانت وشجعت نفس ذلك الغريب وهو في طريقه ليموت فوق الصليب.

ففي جثسيماني وجد تلاميذه نياماً، أما أبيه فقد كان ساهراً، فقد رآه وهو يذرف الدمع سخيناً وصراخه الشديد شق كبد السماء، وإذ بدأ جسده في الخوار، أرسلت السماء نجدتها. فقد أرسل الآب ملاكاً يحمل إمداداً بالقوة لمسكين إذا أعيا (لو22: 43).

ثم وهو في طريقه إلى الجلجثة حاملاً صليبه ـ سخَّر الجند الروماني ـ سمعان رجلاً قيروانياً ليحمل عنه خشبة الصليب إلى حين يلتقط أنفاسه. لقد أتت السماء في الوقت المناسب بهذا الرجل ليخفف عن جسد الرب ثقل الخشبة.

عزيزي .. ألم يرسل لك أبونا يوماً سمعاناً قيروانياً حمل عنك البعض من ثقل وهموم الحياة (لو23: 26).

وفي ذات الطريق ها هن بعض النسوة ذوات العواطف الرقيقة يستشعرن آلامه وأحزانه، أما كانت عواطفهن الرقيقة نسمات وقد هبت على تلك النفس الوحيدة فأنعشتها (لو23: 27).

عزيزي..ألم يرسل لك أبونا وأنت في أحلك الأوقات أرق النسمات.

وفي الختام نجد الرب فوق الصليب وقد ظهر للعيان أن كل خدمة السيد قد كُتب عليها الفشل.

فها هو معلق على خشبة مثل المذنبين. وكأنه واحد منهم.

كلا فليس الأمر كذلك بالنسبة لأبيه. فهو يرى أن ابنه ما زال يواصل عمله وخدمته حتى وهو على الخشبة. فها هي باكورة انتاج الصليب؛ مُذنباً يجاهر بإيمانه بالمصلوب رباً ومخلصاً ومليكاً. فهذا ما نفحت به السماء قلب ذلك المصلوب.

عزيزي .. كم من مرة وأنت في طريق الخدمة قد تملكك الشعور بالفشل فوجدت السماء وقد جادت عليك ببعض الأثمار فجددت الآمال لمواصلة السعي. إنها نفحات السماء.


 

جوزيف وسلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS