الجمعة 2 مايو - أيار - 2003

هو يعتني بكم


مُلقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم (1بط5: 7)

سافر الأب إلى بلد بعيدة، وترك زوجته وطفلته الصغيرة، البالغة من العمر ثلاث سنوات، وحيدين. وشعرت الطفلة بفراق والدها فسألت أمها قائلة: « أين بابا يا ماما؟ »

أجابتها أمها: « إن عمله اضطره أن يغيب بعض الوقت، وسيعود قريباً يا بنتي ».

فعادت الطفلة تسأل: « ومَنْ الذي سيرعاني ويعتني بي في غياب بابا؟ »

أجابتها أمها لتطمئنها بالقول: « لا تخافي يا حبيبتي، أنا سأرعاكِ وسأعتني بك ».

وصمتت الفتاة قليلاً، ولكن ملامح الحيرة وتعبيرات الارتباك زادت على وجهها، وتساقطت الدموع من عينيها، وعادت تسأل: « ومَنْ الذي سيرعاكِ ويعتني بكِ أنتِ يا أمي؟ »

وعند هذا تنبهت الأم، وكانت سيدة مؤمنة، وقالت: « نعم يا بنتي، إن الرب هو الذي سيرعى ويعتني بكِ وبي أنا أيضاً، لأنه موجود معنا دائماً ولا يغيب عنا أبدا ».

وهنا أحسَّت الطفلة بالاطمئنان والرضا، وراحت تمسك بلعبتها في سرور وسلام.

أيها الأحباء ... توجد بيوت كثيرة سافر عنها الأب في رحلة طويلة، فأحسَّت العائلة بالفراغ الكبير الذي تركه، ولكن الذين اختبروا الرب يعرفون تماماً أنه معهم دائماً، وأنه لا يمكن أن يتركهم أو يغيب عنهم لحظة واحدة، وأن سلامه الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبهم وأفكارهم فيه؛ لذا فهم يعيشون في رضى وشكر وتسليم، متمتعين بعنايته الدائمة لهم.

إن الرب يسوع المسيح هو الراعي الذي سلمتنا يد الله الآب إليه. وهو المسئول ـ طواعية ـ أمام الآب عن حفظ كل فرد من أفراد قطيعه الصغير .. وما أروعه راعٍ؛ كُلي القوة والمحبة، الذي لا تستطيع كثرة المياه أن تطفئ نيران محبته، والذي لا يستطيع عدو ـ كائناً مَنْ كان ـ أن يقهر موته أو يتغلب على قدرته وسلطانه.

أفلا يحق لنا أن نترنم بنغمة عالية جداً « الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء » متمتعين بالوعد الصادق « مُلقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم »؟ وكيف نحتاج إلى شيء والرب يسوع نفسه يرعانا؟ هذا مستحيل. فيا ليتنا نتكل عليه بكل هدوء، وتستقر في نفوسنا الراحة العميقة النابعة من الثقة فيه مهما عصفت الريح وعلا الموج.


 

فايز فؤاد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS