الجمعة 16 مايو - أيار - 2003

الأرملة ودهنة الزيت


وصرخت إلى أليشع امرأة من نساء بني الأنبياء قائلة إن عبدك زوجي قد مات... فأتى المُرابي ليأخذ وَلديَّ له عبدين (2مل:4: 1)

لنا في هذه المعجزة رموز لبعض الحقائق التعليمية الهامة المرتبطة بالفداء:

(1) موضوع المعجزة أرملة. الموت دخل وفصل بينها وبين زوجها. إنها تذكِّرنا بدخول الخطية وما ترتب عليه من نتائج أخطرها هو الموت (رو5: 12).

(2) أتى المرابي وكان يطالب بحقوقه، فهي مديونة له وهو يريد أن يأخذ ولديها له عبدين، والمرابي لم يُظهر شيء من الرحمة، إنه يمثل الناموس. وتحت الناموس تبرهن أن الجميع تحت الخطية؛ يهوداً وأمماً (المرموز إليهما بالولدين) (رو3: 9) وتبرهن أن الإنسان مديوناً وعاجزاً عن أن يفي مطاليب الله. وكان تحت العبودية والخوف (رو7: 14-24).

(3) « ما كان الناموس عاجزاً عنه في ما كان (الإنسان) ضعيفاً بالجسد (امرأة أرملة مُفلسة)، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد، لكي يتم حكم الناموس فينا، نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح » (رو8: 3،4).

(4) إننا ـ نظير هذه الأرملة ـ نعتمد اعتماداً كاملاً على نعمة الله فقط، « متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح ». هذه المعجزة هي رقم 5 في معجزات أليشع وهذا هو رقم النعمة.

(5) هذه النعمة التي عالجت المشكلة، هي نعمة مؤسسة على البر (رو5: 21). فالأولاد تحرروا على أساس سداد الدين كاملاً للمرابي.

(6) النعمة تفي الدين وتضمن استمرارية الحياة.

(7) الزيت الذي فاض وملأ الأواني الفارغة يتكلم عن الروح القدس الذي يمتع المؤمن بالحياة الفائضة والمباركة. « روح الحياة في المسيح يسوع » الذي يحرر ويعتق من ناموس الخطية والموت (رو8: 2)، ويعطينا أن نختبر حياة المسيح المُقام والمنتصر؛ حياة متزايدة، متجددة وفائضة.

(8) إذا كنا نريد أن نتمتع بهذه الحياة في ملئها بقوة الروح القدس، فيجب أن نتفرغ من كل شيء يملأ قلوبنا من جاذبيات هذا العالم، ونُفسح المجال ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا. وعندما نسلك بالروح ونهتم اهتمامات الروح فسنجد الحياة والسلام (رو8: 6).


 

محب نصيف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS