الثلاثاء 15 إبريل - نيسان - 2003

التعزية في التجارب


لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين (عب2: 18)

إن ربنا ومخلصنا المبارك ترك المجد وصار إنساناً، وفي عبوره في العالم واجه كل ما نلاقيه نحن من صعوبات وآلام. يعلم ما هو الألم وما هو الحزن وما هو البكاء. علم ما معنى المقاومة والبُغضة وسوء المعاملة، جاع وتعب وافتقر وهو يعرف ما معنى كل هذه. لم يكن له أين يُسند رأسه، فهو يعرف معنى الألم الجسماني كما يعرف ضيق النفس، يعرف معنى تجربة إبليس ومعنى بصق الناس وسخريتهم واستهزائهم. ولا يوجد نوع من الآلام والأحزان البشرية إلا وقد ذاقه، بلا خطية. لم يعرف خطية، ولم يعمل خطية، ولكنه حمل خطايانا في جسده على الصليب « تأديب سلامنا عليه وبحُبره شُفينا » (إش53: 5).

لم يكن ملتزماً أن يحتمل كل هذه، لم تكن هناك ضرورة لأن يترك الأمجاد السماوية ويصير إنساناً، إلا بدافع المحبة « محبة المسيح الفائقة المعرفة » (أف3: 19) ومحبة الله الذي أراد أن يجعلنا أولاداً له في المجد الأبدي (عب2: 10). نعم قبل أن يتمكن من أخذ مكانه كرئيس خلاصنا، كان يجب أن يتألم. ولم يتألم في صُنعه الفداء على الصليب فقط، بل تألم مجرباً في كل شيء، ويستطيع أن يرثي لنا نحن المُجربين.

إننا لا نكون وحدنا في الآلام، بل هو معنا دائماً، شاعراً في أعماق قلبه، قلب الشفقة والمحبة، بما يؤلمنا. نظن أحياناً أننا منفردون، ولكن هذا الشعور خاطئ، وما هو سوى نتيجة لعدم إيماننا ولعدم التجائنا إليه لنوال العون الذي هو على استعداد أن يهبه لنا. فإذا أتينا إليه لنوال التعزية والمعونة اللتين نحن في حاجة إليها، فهو يشعر معنا شعوراً عميقاً بما نجوز خلاله من تجارب. وكم من متاعب وجهود ضائعة كنا نوفرها على أنفسنا لو التجأنا إليه مباشرة عندما يصادفنا شيء يتعب قلوبنا، أو أية تجربة يريد بها العدو قطع شركتنا وانعدام أفراحنا فيه. إن ركضنا إليه لا شك يجعلنا نغني في الليل (أي35: 10) ولذة حضرته تملأ نفوسنا. ليتنا نتعلم الهروب إليه في كل ضيقة إذ « باطل هو خلاص الإنسان » (مز60: 11) فإن فعلنا هذا نجد التعزية والفرح. يقول داود عن اختبار « لأنك كنت عوناً لي، وبظل جناحيك أبتهج » ويقول أيضاً « بك احتمت نفسي وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب » (مز63: 7؛ 57: 1).


 

أدولف سفير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS