الاثنين 14 إبريل - نيسان - 2003

فاعلية الصلاة


صَلُّوا بلا انقطاع (1تس5: 17)

كان أحد خدام الرب وهو معتل الصحة وفي حالة اكتئاب نفسي، ماضياً يتجول في أحد شوارع المدينة عندما صادف رجلاً عجوزاً يعمل في قطع الأحجار لرصف الطريق وهو راكع على ركبتيه، فحيّاه وسأله عن عمره فأجاب العجوز قائلاً: سأبلغ الثانية والسبعين يوم الأربعاء إن تأنى الرب وعشنا. فقال له المبشر: لقد خمّنت فعلاً أنك في مثل هذا العمر، وأنا آسف أن أرى رجلاً في مثل سنك مُضطراً إلى عمل شاق مثل هذا؛ ألا ترى أنه عمل مُرهق حقاً؟!

أجابه العجوز قائلاً: إنه عمل شاق جداً، ولكنه كان قبل ذلك يقصم ظهري عندما كنت أعمله واقفاً على قدميّ، ولكنني وجدته أسهل كثيراً عندما بدأت أقوم به وأنا على ركبتيّ. فقال له المبشر: قد يكون عملك مُرهقاً ولكن عملي أكثر إرهاقاً جداً من عملك. فتعجب العجوز وسأله مندهشاً: أنت عملك شاق؟! من مظهرك ومن يديك يبدو أنك لا تعرف شيئاً عن المشقة. ولكنني لا أحسدك، فإن عملي مُرهق حقاً ولكنني سعيد به في الوقت الذي أراك فيه شاحباً وحزيناً: ما هو عملك؟

فأجابه المبشر: إنك تكلم شخصاً مثقلاً بهموم عمله، وهو خلاص النفوس. كنت أتمنى أن أقدر أن أتعامل مع القلوب الحجرية بالسهولة التي تتعامل بها أنت في صقل هذه الأحجار. فأسرع العجوز قائلاً: ربما أنك تقوم بعملك كله واقفاً. لماذا لا تجرِّب أن تقوم بعملك جاثياً على ركبتيك؟ أعتقد أنك ستجده أسهل كثيراً. فسأله المبشر حائراً: ماذا تعني؟ أجابه: إذا أدّيت عملك هذا وأنت ساجد على ركبتيك وسألت الرب أن يمد لك يد المساعدة، صدقني أنك ستجد هذه القلوب الحجرية قد لانت، وأن عملك أصبح أكثر سهولة يا أخي.

فانصرف المبشر في هدوء وكلمات هذا الأخ العجوز تطن في أذنيه، فمضى فوراً إلى بيته وسجد على ركبتيه وبدأ يلتمس من الرب المعونة وعرض على الرب مساعدته في كسب النفوس التي كلمها ـ نفساً بعد نفس. وكم كانت سعادته عندما أصبح عمله أكثر سهولة وأوفر ثمراً عندما سأل الرب أن يليّن هذه القلوب المتحجرة.

فمَنْ يكون مُتعباً مِنْ ثقلِ حِملٍ في الحياةْ
فليُلقِ حِملَهُ على ربِّ الحِمَاءِ والنجاةْ


 

نعيم بهنام

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS