الجمعة 11 إبريل - نيسان - 2003

كفاية النعمة


والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً... ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا. ونعمة فوق نعمة (يو1: 14،16)

لقد خلَّصنا الله بالنعمة. وما كنا نستحقه كخطاة، أعني الموت، لم ننله. وما لم نكن نستحقه (الخلاص والحياة) حصلنا عليه، وكل ذلك تم لنا بالنعمة. ولقد قيل عن ربنا يسوع المسيح إنه جاء إلينا « مملوءاً نعمة وحقاً ... ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق نعمة ». وهذا معناه أن الرب يسوع ليس فقط عنده نعمة واحدة لسد نوع معين من الاحتياج، بل عنده كل نعمة تلزم لكل أنواع الاحتياجات. وهكذا قيل عن إلهنا إنه « إله كل نعمة » (1بط5: 10).

ولهذا فإننا بعد أن خلصنا بالنعمة، ها نحن نُقيم في النعمة (رو5: 2)، ولأننا نُقيم، أي نسكن في النعمة، فإننا أيضاً نقوم فيها (1بط5: 12)، أي نقف راسخين غير متزعزعين، نقف ولا نسقط لأن النعمة تعضدنا، وتحمينا من السقوط. فالنعمة ليست فقط طريق الله لخلاص الخاطئ، بل أيضاً لحفظ المؤمن وتقوية الخادم.

والنعمة هي المُعلِّمة لنا في جهلنا (تي2: 12)، كما أنها هي المقوية لنا في ضعفنا، إذ يقول الرسول بولس لابنه تيموثاوس « فتقوَ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع » (2تي2: 1). وهي أيضاً الكافية لنا في احتياجاتنا مهما تنوعت، كقول الرب للرسول بولس « تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل » (2كو12: 9).

إن النعمة هي بالحقيقة نهر دافق ينبع من عرش الله وينساب إلى حياة الإنسان فيشفي كل ما يقابله. فهي نابعة من قلب الله، وتتمم كل مقاصده. ولا توجد للمؤمن الحقيقي أية حاجة أخرى لا تملأها نعمة الله الغنية وذلك في كل ظروف حياته المتنوعة، فإلهنا الآن جالس على عرش النعمة ونستطيع أن « نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه » (عب4: 16). ننال رحمة تواجه كل ضعفات الماضي وسقطاته، وننال نعمة لمواجهة أعواز الحاضر وتحديات المستقبل. بالرحمة يعفينا الله مما كنا نستحقه، وبالنعمة يعطينا ما لم نكن نستحقه.

لهذا لاق بالرسول بطرس أن يطمئن اخوته قائلاً: « ألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح: (1بط1: 13).


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS