الأحد 16 مارس - آذار - 2003

عمل المسيح الكفاري


يأتون ويُخبرون ببره شعباً سيولد بأنه قد فعل (مز22: 31)

هذا العمل العظيم الذي أتمه الرب من فوق الصليب، والذي أتت عنه آخر كلمات مزمور22 « أنه قد فعل » أو « قد أُكمل » (يو19: 30)، هو:

أولاً: عمل كامل ـ فطالما هو عمل الله، فحتماً يكون عملاً كاملاً. فالله « هو الصخر الكامل صنيعه » (تث32: 4).

ثانياً: عمل أبدي ـ « قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد. لا شيء يُزاد عليه ولا شيء يُنقص منه » (جا3: 14). فعمل المسيح إذاً يثبت إلى الأبد، وآثاره تبقى إلى الأبد (عب10: 12-14).

ثالثاً: عمل حكيم ـ يقول المرنم في المزمور « ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمة صنعت » (مز104: 24). ونحن إن كنا نرى جانباً رائعاً من حكمة الله في الخليقة، فإن الصليب يُظهر تلك الحكمة بصورة أعظم، حيث أمكن التوفيق بين عدل الله ورحمته! بين قداسته وخلاصه للخطاة!!

رابعاً: عمل بار ـ ففي الصليب أمكن لله أن يكون باراً ويبرر مَنْ هو مِن الإيمان (رو3: 26). وهنا يقول داود: « يُخبرون ببره ... بأنه قد فعل ».

خامساً: عمل مؤثر ـ وهذا واضح من الآية التي سبق اقتباسها من سفر الجامعة3: 14حيث يستطرد الحكيم قائلاً: « وأن الله عمله حتى يخافوا أمامه (أي لكي يتقوه) ». ولقد ظهرت آثار هذا العمل في اللص التائب الذي انتهر زميله موبخاً قائلاً له: « أوَلا أنت تخاف الله؟! » (لو23: 40).

سادساً: عمل ممدوح ـ يقول المرنم « أحمدك إلى الدهر لأنك فعلت » (مز52: 9). وعمل المسيح من فوق الصليب لن يُنسى مُطلقاً. وسنظل إلى أبد الآبدين نمدح هذا العمل « مستحق أنت ... لأنك ذُبحت » (رؤ5: 9).

سابعاً: عمل مُذاع ـ يشهد له كل مَنْ استفاد به. فيقول: « يأتون ويُخبرون ببره شعباً سيولد بأنه قد فعل ». فكل مَنْ تمتع بفداء المسيح وعمل الكفارة العظيم، عليه أن يُخبر بطريقة عملية « كلما أكلتم هذا الخبز، وشربتم هذه الكأس، تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء » (1كو11: 26). كما عليه أيضاً أن يحمل البشارة السارة للنفوس المُتعبة. وما أجمل أقدام المبشرين بالسلام! (رو10: 15).


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS