الجمعة 19 ديسمبر - كانون الأول - 2003

لنجتَز إلى العبر


وقال لهم في ذلك اليوم لما كان المساء: لنجتز إلى العبر ... فحدث نوء ريح عظيم ... وكان هو في المؤخر على وسادة نائما (مر4: 35-38)

يُفتتح هذا المنظر المُعبِّر بكلمات الرب « لنجتَزْ إلى العبر »، وكانت كلماته الأخيرة لبطرس قبل أن يترك هذا العالم « اتبعني »، فبعد أن أتينا إلى الرب بدافع حاجتنا وانجذبنا إلى محبته ونعمته، فإننا نتبعه في الطريق الذي يؤدي إلى العبر (الناحية الأخرى) بعيداً هناك، إلى ذات مكان المجد الذي قد سبق الرب فذهب إليه. وعلينا أن نتوقع ونحن في صُحبته أن نتعرض لمحاربات العدو، لأن الشيطان دائماً وأبداً ضد له.

وهكذا نقرأ في الصورة أنه « حدث نوء ريح عظيم ». ومع أن الرب كان معهم ولكنه كان نائماً على وسادة. وهكذا يبدو أحياناً وكأنه غير مهتم بتجارب وضيقات شعبه. وهذه الظروف هي امتحان حقيقي لإيماننا. ومثل التلاميذ قد نتساءل هل هو يهتم بنا حقاً؟ ولكن وإن كان يسمح بمثل هذه الظروف ليمتحن إيماننا إلا أنها أيضاً فرصة لإظهار سلطان الرب على كل الظروف التي تقابلنا. وكما حدث في القديم « قام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم » هكذا أيضاً في يومنا الحاضر، في وقته الخاص وبطريقته الخاصة، يستطيع أن يُسكت كل عاصفة فيصير « هدوء عظيم ».

وبروح هذه الصورة المُعبرة يكتب الرسول بولس إلى المؤمنين في تسالونيكي قائلاً: « ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائماً من كل وجه. الرب مع جميعكم » (2تس3: 16). الإيمان يثق أنه مهما كانت العواصف التي تواجهنا فالله معنا ويعطينا السلام في كل الأوقات (دائماً) وفي كل الظروف (من كل وجه). قد ننشغل أحياناً كثيرة بالريح العظيم وبالأمواج التي تضرب سفينتنا الصغيرة، وننسى المسيح، وبأنانية نفتكر في أنفسنا فقط، وحينئذ نقول كما قال التلاميذ « إننا نهلك ». ولكن هل تستطيع أي عاصفة يُثيرها الشيطان مهما بلغ مداها أن تُبطل قصد الله من جهة المسيح وشعبه؟ لن يهلك فرد واحد من خرافه، فالرب لا بد أن يأتي بالكل إلى بيت الآب في النهاية.

المشكلة التي كانت عند التلاميذ والتي كثيراً ما تكون معنا هي ضعف إحساسنا بمجد ذلك الشخص الذي هو معنا، فهم لم يدركوا أن الإنسان الذي كان معهم هو ابن الله أيضاً.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS