الأربعاء 12 نوفمبر - تشرين الثاني - 2003

اللذان صُلبا معه


وكان واحد من المُذنبين المُعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلِّص نفسك وإيانا، فأجاب الآخر وانتهره قائلاً أوَ لا أنت تخاف الله ... (لو23: 39،40)
 

يا لهول الفكر! مَنْ يستطيع أن يقدِّر الفرق بين ذينك الرجلين؟ صحيح إن الفرق كان في نقطة واحدة، ولكن على هذه النقطة توقف المصير الأبدي، وما هي هذه النقطة؟ هي قبول ابن الله أو رفضه، الإيمان أو عدم الإيمان بالشخص المبارك المُعلَّق بينهما وعلى مسافة واحدة من كل منهما، فلم يكن هناك فرق في طبيعتهما، ولا في حالتهما، ولا في ظروفهما، ولكن الفرق وكل الفرق هو أن الواحد آمن بالمسيح والآخر لم يؤمن، الواحد استطاع أن يقول « اذكرني يا رب » بينما الآخر يقول « إن كنت أنت المسيح ».

يا له من فرق هائل وشقة واسعة، بل هوة سحيقة بين شخصين متشابهين في أغلب الأشياء، وقريبين من بعضهما ومن الرب المخلِّص قرباً عظيماً، ولكن هذا هو الحال في كل زمان ومكان، فالمسألة الوحيدة الخطيرة التي يتوقف عليها كل شيء في الزمان وفي الأبدية، هي هذه: ما هي علاقتي بالمسيح؟ هل أنا فيه أم خارجاً عنه؟

فاللصان يمثلان أمامنا القسمين اللذين انقسم إليهما الجنس البشري من أيام قايين وهابيل إلى هذه الساعة، والمحك الوحيد الذي يُمتحن به القسمان « المسيح ». فكل أنواع الأخلاق والآداب، وكل درجات الحياة الاجتماعية، وكل الهيئات والشيع والجماعات التي ينقسم إليها الجنس البشري، تُقاس بهذا المقياس: هل هي في المسيح، أم خارجاً عنه؟ والفرق بين اللصين هو بعينه الفرق بين المُخلَّصين والهالكين ـ بين الكنيسة والعالم ـ بين أولاد الله وأولاد إبليس. فشخص المسيح هو الحد الفاصل المُميز للخليقة الجديدة من القديمة، لمملكة الله من مملكة الشيطان، لأبناء النور من أبناء الظلمة.

أيها القارئ العزيز .. ماذا تقول بإزاء هذه الأمور؟ في أي جانب أنت موجود الآن؟ هل أنت نظير اللص التائب مرتبط بالمسيح بالإيمان البسيط؟ أم أنت نظير رفيقه غير التائب تتكلم عن المسيح قائلاً: « إن كنت أنت؟ » أيها القارئ العزيز .. يجب أن تُجيب على هذا السؤال ولا تتهرب منه، لأن سعادتك أو شقاوتك الأبدية متوقفة على هذه الإجابة، إني أتوسل إليك أن تتفكر في الأمر الآن، وتلتفت إلى المسيح الآن، وتأتي الآن، لأن الله يأمرك أن لا تؤخر، بل تأتي كما أنت ليسوع المسيح الذي عُلِّق على الصليب الأوسط من أجلك.

« لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك ».


 

ماكنتوش


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS