الجمعة 10 أكتوبر - تشرين الأول - 2003

رئيس الإيمان ومُكمله


لنطرح كل ثقل والخطية المُحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع (عب12: 1،2)

إن كل الشهود الوارد ذكرهم في عبرانيين11 هم لتشجيعنا للسير في طريق الإيمان، لكن يوجد فرق كبير بينهم وبين الرب يسوع، ولذا نرى الرسول يضعه أمامنا كالشخص الفريد المتميز عنهم جميعاً.

إذا تأملنا في إبراهيم الذي بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة، أو إسحاق الذي بالإيمان بارك يعقوب وعيسو من جهة أمور عتيدة، أو يعقوب الذي بالإيمان عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد، نرى أن كل هؤلاء ركضوا في الميدان. لكن في الرب يسوع نجد شاهداً أسمى بما لا يُقاس. إنه رئيس الإيمان ومكمله. وفي نظرنا إليه نحصل على معونة ونبع من القوة لا ينضب. إننا نرى فيه المحبة، ونراه « متى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها » لأننا ما دُمنا نركض في الميدان فنحن نحتاج إلى سابق لنا ومرشد. والرب يسوع هو الذي ركض قبلنا وصار رئيس الإيمان ومكمله، وبالنظر إليه نستمد القوة لنفوسنا.

بينما نرى إبراهيم والباقين قد تمموا عمل الإيمان بحسب قياسهم المحدود، نرى المسيح قد تمم كل عمل الإيمان. ولا توجد حالة إلا وأستطيع أن أجوز فيها، ولا تجربة إلا وأستطيع أن أتحملها لأن المسيح قد جاز في كل الظروف والتجارب وانتصر عليها، ولذا قد وجدت الشخص الذي يستطيع أن يقدم نفسه لي في الصورة التي أحتاج إليها، وهو الوحيد الذي يعرف ما هي النعمة التي أحتاج إليها ويمدني بها. ولأنه غلب فهو يقول لنا: « ثقوا أنا قد غلبت العالم » فمهما كانت العاصفة شديدة فهي تُلقي بنا تماماً على المسيح، ومهما كانت التجربة مؤلمة فهي تقودنا إلى الالتصاق به.

إن أي شيء يحوّل نظرنا عن المسيح ما هو إلا عائق لنا في السباق الموضوع أمامنا، فإن كان المسيح هو غرض النفس فلنطرح كل ثقل. وأكثر من هذا مهما كانت التشجيعات التي ننالها من تاريخ الشهداء الأمناء السابقين، ينبغي أن نثبّت نظرنا في شخص الرب الشاهد الأمين الكامل. ولا توجد تجربة أو صعوبة إلا وقد اجتاز فيها قبلنا، ولقد وجد كل ينابيعه في الله الآب، وهو له المجد يستطيع أن يوصل إلى قلوبنا النعمة التي نحتاج إليها.


 

أدولف سفير

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS