السبت 21 سبتمبر - أيلول - 2002

التأمل الروحي في كلمة الله


ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي. من وصاياك أَتفَطَّنُ. لذلك أبغضت كل طريق كَذب (مز119: 103،104)

إن الغرض الأهم الذي يجب أن أضعه نصب عيني كل يوم هو أن أكون أنا نفسي فَرِحاً بالرب، فمتى استيقظت في الصباح لا يجب أن يكون أول فكر يجول بخاطري ماذا أعمل في هذا النهار، أو كيف أخدم الرب، بل كيف أكون أنا نفسي أولاً في حالة سعيدة متقوياً في الإنسان الباطن. إذ يجوز أن أكرز بالإنجيل لغير المؤمنين، أو أقدم طعاماً لإخوتي المؤمنين وأجتهد أن أسلك بين الناس كما يليق بأولاد الله؛ ومع كل ذلك أكون أنا نفسي محروماً من اللذة، غير متغذٍ ولا متقوٍ في إنساني الباطن، فلا أستفيد شيئاً. ومن هذا أدركت أن أهم شيء عليَّ ملاحظته هو المشغولية بكلمة الله مع التأمل الدقيق، بحيث تتدرب نفسي وتتهذب وتقوّم وتتوبخ، حتى تنشط وتستفيد وتتعزى، فيؤول ذلك إلى شركة حية فعلية بين قلبي وبين الله.

فكنت أقوم باكراً في الصباح، وأول عمل أجريه هو قراءة فصل من الكتاب مع التروي والبحث في معانيه آية آية، لعلي أستخلص منها بركة لنفسي. وكانت النتيجة اللازمة دائماً بعد بضع دقائق أن أشعر في نفسي بما يدفعني إلى عرش النعمة لسكب قلبي، بالإعتراف أو الشكر أو الصلاة لأجل الآخرين أو الابتهال بحسب ما يناسب الظروف. ومع أني لم أقصد في بادئ الأمر الصلاة بل الدرس والتأمل في الكلمة، إلا أن ذلك كان يؤول معي إلى طلب وجه الرب.

وكنت متى انتهيت من كلمة الاعتراف أو الشكر أو الصلاة لأجل الآخرين أو الابتهال، أعود إلى درس بقية الفصل آية آية، وهكذا كانت تتحول تأملاتي إلى صلوات، سواء كانت من جهة نفسي أو غيري بحسب ما ترشدني إليه الكلمة. إلا أن غرضي الذي كنت أضعه أمامي دائماً كان الحصول على غذاء لنفسي من الكلمة، ولكن تلك الكلمة كان يتخللها دائماً كثيراً من التذلل والابتهال والشكر وذكر كثيرين من القديسين، وهذا كان يؤول إلى قوة وشبع بحيث لا تمضي ساعة الفطور حتى أكون شاعراً بسلام في داخلي وسرور في قلبي.

ولكن الرب كان يقصد أثناء النهار أحياناً أن يستخدم ما استفدته لنفسي، لإفادة غيري، ولو أن درسي في الكلمة لم يكن غرضي منه الخدمة في حد ذاتها بل التغذي في الإنسان الباطن.


 

جورج مولر

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS