الأربعاء 3 يوليو - تموز - 2002

زبح وصلمناع


وأمسكوا أميري المديانيين غراباً وذئباً وقتلوا غراباَ على صخرة غراب وأما ذئب فقتلوه في معصرة ذئب .. فقام جدعون وقتل زبح وصلمناع (قض7: 25؛ 8: 21)

في حرب جدعون مع المديانيين وانتصاره عليهم، ذلك الانتصار الذي يُصوّر لنا نُصرة الله في المسيح على قوى الشيطان (قض7،8) تم أولاً القبض على أميري المديانيين « غرابا » و« ذئبا » وقتلهما (قض7: 24،25). لكن كان هناك خلف هذين الأميرين أو الرئيسين ملكان هما « زبح » و« صلمناع » قتلهما جدعون كذلك (قض8: 5-21).

في الرئيسين نجد تجسيماً لمبادئ الوثنية، أما في الملكين اللذين فوقهما فنجد القوى غير المنظورة العاملة خلف الوثنية وهي بلا شك الشيطان نفسه. ولنا من نفس معاني تلك الأسماء الأربعة تعاليم روحية.

اسما رئيسي المديانيين هما: غراب وذئب. وهما اسمان عبريان لهما نفس معناهما في اللغة العربية. في « الغراب » الطائر الأسود الذي يتغذى على الجيف، طائر الظلام والنجاسة، نجد صورة للفساد. وفي « الذئب » الشرس المفترس نجد صورة للقسوة والوحشية. هذان هما الثنائي الرديء اللذان يمثلان مبادئ الوثنية (رو1: 24-28؛ مز14: 1-3 مع رو1: 29-31).

لكن خلف تلك المبادئ يوجد الشيطان نفسه عاملاً، ممثلاً في ملكي مديان زبح وصلمناع اللذين معنى اسميهما على التوالي هو الذبح والظل الممنوع.

إذاً فالنجاسة والقسوة هما ثنائية رهيبة لكل مَنْ يسير في طريق الوثنية الأليم خلف الشيطان، تؤدي به في النهاية إلى نفس مصير الشيطان التعس أعني الذبح والظل الممنوع: « اذبحوهم قدامي » (لو19: 27)، ثم « اطرحوهم في الظلمة الخارجية » (مت22: 13).

زبح وصلمناع، وغراب وذئب هم صور صادقة للشيطان وللوثنية مسلكاً ومآلاً. أما الله فعلى النقيض من ذلك تماماً. فبالمقابلة مع الغراب هناك الحمامة (تك8: 7-9)، وبالمقابلة مع الذئب هناك الحَمَل (يو10: 12) هذا ما نراه في المسيح بحسب يوحنا1: 29،32. فهو حَمَل الله الذي استقر عليه روح الله بهيئة جسمية مثل حمامة. فإن كانت النجاسة والشراسة هما أوضح مبادئ الشيطان التي تجسمت في الوثنية، فإن القداسة والمحبة هما أوضح المبادئ الإلهية كما ظهرت بأروع صورة في المسيح.

لماذا لا تتحولين أيتها النفوس الغالية من الغراب والذئب، وعن زبح وصلمناع إلى الله كما عرفناه في المسيح؟!!


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS