الأربعاء 10 يوليو - تموز - 2002

الحكمة السماوية


أنا الحكمة أسكن الذكاء وأجد معرفة التدابير (أم8: 12)

في سفر الأمثال نجد ثلاثة فصول رئيسية تتحدث عن الحكمة، وهي أصحاح1: 20-33؛ 3: 13-20؛ 8: 1-26. وفي هذه الفصول نجد خمسة أشياء هامة:

الأول: إن الحكمة تعلن نفسها للجميع (ص1: 20،21؛ 8:1-3) فيقول « الحكمة تنادي في الخارج. في الشوارع تعطي صوتها ». إن بشرى الخلاص بالإيمان بالمخلص المُقام، والنُصرة في الحياة بواسطة الروح القدس، ورجاء مجيء الرب، ونهاية كل شيء، كل هذه حقائق تُعلن وتُذاع ويعرفها كل الناس.

الثاني: إن الحكمة لا تمسك بيد الحكيم بل بيد الجاهل (ص1: 22،23؛ 8: 4،5) فيقول « لكم أيها الناس أنادي وصوتي إلى بني آدم. أيها الحمقى تعلموا ذكاء ويا جهّال تعلموا فهما ». إن مَنْ يظنون أنفسهم حكماء يبرهنون على جهالتهم العظيمة برفض الحكمة الإلهية، بينما أولئك الذين يعلمون ضعفهم وجهلهم ويعترفون بحالتهم هذه يتنازل الله إليهم بأن يحكمهم بحكمة سامية « فانظروا دعوتكم أيها الإخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ... بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء » (1كو1: 26،27).

الثالث: إن الحكمة تهب الناس خيرات كثيرة (ص3: 13-19؛ 8: 17-21) ... فيقول « عندي الغنى والكرامة. قنية فاخرة وحظ. ثمري خير من الذهب ومن الإبريز، وغلتي خير من الفضة المختارة ». إن الكنوز التي في المسيح، والحياة الأبدية، وسلام الله، هذه كلها تُعطي للإنسان الذي يتعقل فيقبلها على الأسس الإلهية.

الرابع: إن الحكمة أزلية من حيث وجودها، كما أنها إلهية في طبيعتها (ص8: 22-31). وهنا نرى شخص الرب، كلمة الله « الذي صار لنا حكمة من الله .... » (1كو1: 30).

الخامس: تحذير الحكمة الخطير (ص1: 24-32؛ 8: 36) حيث يقول « لأني دعوت فأبيتم ومددت يدي وليس مَنْ يبالي، بل رفضتم كل مشورتي ولم ترضوا توبيخي، فأنا أضحك عند بليتكم، أشمت عند مجيء خوفكم » وأيضاً « مَنْ يخطئ عني يضر نفسه. كل مبغضيّ يحبون الموت ».

ليتنا جميعاً نتمثل بذلك الإنسان المطوَّب الذي يسمع للحكمة ساهراً كل يوم عند مصاريعها حافظاً قوائم أبوابها (أم8: 32).


 

هنري أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS