الأربعاء 26 يونيو - حزيران - 2002

ياكين وبوعز


وأوقف (سليمان) العمودين أمام الهيكل واحداً عن اليمين وواحداً عن اليسار، ودعا اسم الأيمن ياكين واسم الأيسر بوعز (2أخ3: 17)

هذان العمودان التوأمان اللذان شغلا مكاناً هاماً عند مدخل القدس في الهيكل لم يكونا لتقوية مباني الهيكل أو لحمل السقف أو لأي غرض من هذا القبيل، بل كانا هناك لمجرد ما كان لهما من بهاء ومن معانٍ. والهيكل الذي أُعطيت دقائق تفاصيله من الرب كان من وجهة نظر معينة رمزاً للكنيسة. وبعض أوصاف هذين العمودين تصور مركزنا ومسئولياتنا كمؤمنين يتكون منهم « هيكل الله الحي » (1كو3: 16،17؛ 6: 19).

لقد كانت خامات العمودين غنيمة لداود. فالنحاس الذي صُنع منه العمودان جلبه داود من سوريا في الحرب. كان ذلك النحاس تحت يد هدر عزر إلى الوقت الذي فيه جاء داود وصنع حرباً معه وغلبه وأخذ مدينتي « طبحة » و « خون ». ومن هاتين المدينتين « أخذ داود نحاساً كثيراً جداً صنع منه سليمان بحر النحاس والأعمدة ... » (1أخ18: 8) فكان ذينك العمودان شهادة للنُصرة التي بها نصر الرب عبده داود.

وهذا يذكّرنا بما عُمل لأجلنا. فإن الله الآب « أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته » نحن الذين كنا مرة « أجنبيين وأعداء » ولكن الآن « أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور » (كو1: 12-22).

كانت حرب وكانت نُصرة أفضت إلى نقل نحاس ذينك العمودين من تلك الأرض البعيدة ليكونا ضمن أجزاء بيت الله في مدينة أورشليم. غير أن تلك النُصرة التي أحرزها داود كانت ظلاً باهتاً ضعيفاً لغلبة ربنا يسوع المجيدة على الصليب. الغلبة التي بها أنقذنا وصالحنا نحن الذين كنا مستعبدين وأعداء.

كان اسم ذلك الملك الوثني « هدر عزر » أي معونة هدر، ولكن أمام داود أدرك ذلك الملك أن معبوده هدر بلا معونة. فإن هدر « إله الشمس » كان معبوداً عند الأراميين، وكان في اعتقادهم أنه الإله الذي يسيطر على الظواهر الطبيعية من برق ورعد ورياح وجو، وأحياناً كان يُسمى « هدر رمون » ورمون معناها « المُرعد ». ومن هنا تأتي المقارنة بينه وبين رئيس سلطان الهواء الذي مرة عصفت بنا قوته لما كنا سالكين « حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية » (أف2: 2). لكن ذلك الشرير الذي مرة ساد علينا قد انكسر أمام المخلص العظيم الذي « سبى سبيا » الذي هو رب داود وابن داود.


 

هنري روسييه

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS