الأربعاء 29 مايو - أيار - 2002

بالإيمان ... خاف!


بالإيمان نوح لما أوحي إليه عن أمور لم تُر بعد خاف فبنى فلكاً لخلاص بيته، فبه دان العالم وصار وارثاً للبر الذي حسب الإيمان (عب11: 7)

نقرأ عن نوح أنه كان كارزاً للبر. فكان دائماً يحمل الشهادة في وسط عالم الفجار على الدينونة الآتية. ويقول الوحي هنا إنه « خاف » أي أنه أدرك أنه « مُخيف هو الوقوع في يدي الله الحي »، ولكنه آمن أن هناك ملجأ من هذه الدينونة، لذلك بنى الفلك لخلاص بيته. وكان نتيجة ذلك أنه دان كل من رفض الإيمان بمجيء الطوفان ولم يقبل الملجأ الذي أعده الله، وبذلك كان نوح « كارزاً للبر ».

كان يحق لنوح أن يتطلع إلى كل العالم الذي هو موجود فيه ويقول: سأكون وارثاً لكل هذا في يوم من الأيام، لأني احتميت من الدينونة إذ آمنت بالله. وهكذا هو الحال دائماً، فالإيمان يرث كل ما يعطيه الله. إن الرجال العظام في هذا العالم الآن ليسوا هم المالكين الحقيقيين لكل ما بين أيديهم، ولكن الرسول يقول لنا نحن المؤمنين « كل شيء لكم، وأما أنتم فللمسيح » (1كو3: 22-23).

وهكذا دان نوح العالم. شهادته بكّتت العالم على الخطية، وصار هو وارثاً لكل ما يعطيه البر الذي بحسب الإيمان. وهكذا عندما خرج من الفلك تطلع إلى عالم هو المالك الوحيد له. كان مالكاً وحاكماً وسيداً لكل العالم. وقد صار كذلك بواسطة الإيمان الذي تمسك بوعد الله.

وإذ نطبق هذا بطريقة إنجيلية بسيطة لا نشك بأن هناك فلكاً أجمل للاحتماء من الدينونة نجده في المسيح وفي عمله الكامل. لا حِمى إلا في المسيح. ربما تطلع رجال العالم في زمن نوح حولهم وهزأوا قائلين: لا يوجد أي دليل على طوفان قادم. ربما استخفوا بنوح وضحكوا عليه بسبب ما كان مشغولاً في بنائه، ولكن كان الأمان الوحيد هو في ذلك الفلك الذي أمر به الله. واليوم يستهزئ العالم كما فعل في أيام نوح، لأن الرب له المجد قال إن الناس في الزمن الأخير سيكونون كما كانوا في أيام نوح، يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون ويهزأون بفكرة الدينونة، ولكن كما جاء الطوفان على الفجار في أيام نوح هكذا يقيناً ستنصب الدينونة على الفجار في الأيام الأخيرة.


 

صموئيل ريداوت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS