الجمعة 10 مايو - أيار - 2002

على المرصد


على مرصدي أقف، وعلى الحصن أنتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي وماذا أُجيب عن شكواي (حب2: 1)

« حبقوق » قائل الكلمات التي نتأملها اليوم. معنى اسمه « عناق » أو « عناق حار » وهو تعبير عن تلك العلاقة الروحية بين الله وشعبه، والتي تُنشيء في النفس غيرة على مجد الله.

وكم هو مُشجع أن نتتبع الطريق الذي أُقتيد فيه هذا الرجل الخائف الله: حبقوق. فهو في الأصحاح الأول مطروح على وجهه في حزن نفسه أمام الله بسبب فشل شعب الله. وفي الأصحاح الثاني يأخذ مكانه على المرصد ليسمع كلمات الرب. ثم إذ يتعلم فكر الرب، نراه في الأصحاح الثالث على ركبتيه في الصلاة. والنتيجة في نهاية السفر أنه يسير على المرتفعات بفرح القلب والتسبيح على شفتيه. وإن كان على الإيمان أن ينتظر البركة الآتية فإنه يفرح بالله « فإني أبتهح بالرب وأفرح بإله خلاصي. الرب السيد قوتي ويجعل قدميَّ كالآيائل ويمشيني على مرتفعاتي » (حب3: 18، 19).

ونحن نعيش في أزمنة صعبة، في آخر الأيام، حيث فشلت الكنيسة في مسئوليتها كشاهدة للمسيح، وابتداء القضاء من بيت الله. كذلك العالم قد فشل في مسئوليته في الحكم، وقد امتلأ ظلماً وفساداً، وإذ يقترب يوم الرب للقضاء، فإن العالم يحصد الآن بالحزن ما زرعه في شره. وفي يوم كهذا، إذ نهاية كل شيء قد اقتربت، نحتاج أن نتعلم درس حبقوق، وهذا ما قاله الرسول لنا « تعقلوا واصحوا للصلوات » (1بط4: 7).

إنه ليس للمؤمنين الآن في زمان النعمة أن يطلبوا القضاء على أعدائهم، ولكن كما كان الرب مع النبي في القديم في كل الأحزان التي واجهها، سواء بين شعب الله أو في العالم المُحيط، فإنه لا يزال لنا ينبوع لا يجف « الرب في هيكل قدسه ». إن المسيح يبقى « هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد ». وهو قد ذهب إلى السماء عينها « ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا » (عب9: 24). ومثل النبي في القديم يمكننا الآن أن نسكب نفوسنا قدامه، ونستطيع أن نلاحظ يده وهي تعمل، عندئذ يمكننا أن نُعبّر عن كل أعوازنا أمامه في الصلاة، ونستطيع الآن أن ننقاد بالروح إلى المرتفعات فوق كل العواصف والأمواج لنفرح بالرب ونبتهج بإله خلاصنا.

ليتنا نحن أيضاً نأتي على وجوهنا معترفين، وعلى المرصد نتعلم فكر الرب، وعلى ركبنا نصلي، وفوق المرتفعات نسبح.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS