الخميس 18 إبريل - نيسان - 2002

صموئيل النبي


وقضى صموئيل لإسرائيل كل أيام حياته (1صم7: 15)

لقد امتازت حياة صموئيل بالشفاعة. وهي خدمة يؤكد قدرها ما جاء في مزمور99: 6 « موسى وهرون بين كهنته، وصموئيل بين الذين يدعون باسمه. دعوا الرب وهو استجاب لهم ». وطالما أشار الوحي إلى قوة شفاعته قبل أن يُطرد الشعب من الأرض « ثم قال الرب لي وإن وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب. اطرحهم من أمامي فيخرجوا » (إر15: 1).

ويتحدث سفر الأعمال (3: 24) عن صموئيل بوصفه طليعة سلسلة الأنبياء في إسرائيل. ومع أنه لا توجد بين الأنبياء خلافة مرتبة كما هو الحال مع الملوك والكهنوت، فإن التاريخ لم يَخلُ من الأنبياء من زمان صموئيل فصاعداً، وحين كان شر الشعب يزداد، فإن الله كان يجد لنفسه دائماً رجل الله الذي عن طريقه يخاطب الضمائر. وهذا نراه بوضوح في 2ملوك19: 2؛ 22: 12ـ14. ففي الشاهد الأول أرسل حزقيا اثنين من قواده مع شيوخ الكهنة وكلهم لابسون مسوحاً لكي يحدثوا إشعياء بكلمات الأشوري التجديفية. ونلاحظ جيداً هذا الأمر: فمع أن شيوخ الكهنة كانوا يكوّنون الجانب الأكبر من الوفد، إلا أنهم لم يتجهوا إلى رئيس كهنة الله في ذلك اليوم، بل إلى واحد بعيد كل البُعد عن نظامهم، وهو إشعياء ابن آموص. أما في الشاهد الثاني فإن الملك يوشيا وقد انزعج بسبب محتويات سفر الشريعة الذي وجدوه في الهيكل، بعث برئيس الكهنة نفسه ليسأل امرأة هي خلدة النبية.

كل هذا يُرينا أن الرسميات ليس لها قيمة عند الله، بل التقوى. وليس من خلال الرؤساء الدينيين يُسرّ الله أن يكلم قلوب وضمائر الشعب، بل بواسطة أُناس يشعرون بالضعف في أنفسهم ويسلكون قدامه ويرتعدون من كلامه ويحاولون معرفة مشيئته. وهو ما كانه حقاً وصدقاً صموئيل النبي.

فانظر إلينا كُلنا وامنحنا نعمةَ السهرْ
حتى نكونَ أُمنا في كلِ مدةِ السفرْ


 

هلال أمين

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS