الأربعاء 27 مارس - آذار - 2002
|
إلى العلاء أعود |
||||||||||||||||||
روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية (لو4: 18) في نهاية اجتماع تبشيري عُقد في أحد السجون، ترنم المبشر بقصيدة شعرية عنوانها « طائر مهيض الجناح »، تصوَّر مأساة طائر جريح منظره يدمي القلب، إذ لم تَعُد له قدرة على التحليق، بسبب جناحه المكسور، وقصد المبشر أن تتخذ النفوس من هذه المأساة عظة وعبرة. وكانت القصيدة تنتهي بهذه الكلمات المؤثرة:
وما أن وصل المبشر إلى ختام القصيدة حتى برز من بين المسجونين شاب، وصاح قائلاً: هل هذا صحيح؟ هل لن يعود الطائر يوماً إلى القمم العالية؟؟ هل لا يوجد رجاء لعاثر مثلي؟ ثم جلس يشهق بالبكاء. وفي الحال تنبه المبشر إلى الخطأ الذي ارتكبه، وعاد إلى بيته وهو يقول: هذا غير صحيح بالمرة، إن هذه القصيدة يجب أن تُضاف إليها أبيات أخرى تُكمل الحقيقة. وقد كان، إذ أضاف المبشر إلى القصيدة هذه الأبيات فجاءت خاتمتها هكذا:
وفي فرصة تبشيرية أخرى في نفس السجن رنم المبشر تلك القصيدة مُضافة إليها الأعداد الختامية الجديدة. لكن نهاية القصة لم تأتِ بعد. فبعد نحو عشرين عاماً حضر ذلك المبشر اجتماعاً عاماً، وبعد انتهاء الاجتماع إذا برجل فارع القامة يرتدي ملابس الضباط يأتي إليه، ويمد يده له بالتحية قائلاً: أنت طبعاً لا تذكرني، ولكني أتذكرك جيداً. لقد تقابلت معك من نحو عشرين سنة في السجن حيث رنمت ترنيمة الطائر المكسور الجناح. فقال المبشر: نعم، أذكر ذلك. وإني آسف أني رنمت تلك الترنيمة التي سببت في يومها انزعاجاً. فقال الضابط: حسناً في المرة الثانية لما حضرت إلى السجن ورنمتها مع الأعداد الختامية المُضافة إليها، تقابلت مع مخلصي وسيدي يسوع المسيح، وسلمته قلبي وحياتي، واستطعت أن أنهض من جديد. وأنا الآن عميد فرقة مُشاة في الجيش، وها أنا مرة أخرى إلى العلاء أعود. عزيزي ... إن سنة الرب المقبولة ما زالت ممتدة إلى يومنا هذا. يوسف رياض
|
إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:
يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة