السبت 23 مارس - آذار - 2002

الاختلاء بالله


هل يسير اثنان معاً إن لم يتواعدا (يتوافقا)؟ (عا3: 3)

لا توجد حياة أسمى من أن يُعبَّر عنها القول « سار مع الله ». فهذه هي الحياة الحقيقية التي تستحق أن تُعاش. وإن أشواق الطبيعة الجديدة في المؤمن تتجه بجملتها نحو حياة في رضاه. على أن السير مع الله يجب أن يسبقه أولاً الجلوس معه، فلكي نحيا مرضيين عنده، متوافقين معه، ينبغي قبل كل شيء أن نمكث عنده (يو1: 37ـ39) ليس يوماً واحداً فقط، ولكن في كل يوم نحرص على أن نبدأ اليوم بلقاء معه (مز63: 1؛ 17: 15) ونختمه بالمكوث عنده (مز4: 8؛ 91: 1).

ولقد كانت للخلوة مع الآب مكانتها الخاصة في حياة ربنا يسوع على الأرض؛ إذ مثّلت قمة الأولويات عنده « في الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك » (مر1: 35؛ لو5: 16، 22:39ـ44). ولم تكن مشغولياته الكثيرة في الخدمة تُعيقه عن التمتع بفرص مُطولة في الإختلاء بالله أبيه. وإن كان سيدنا كالإنسان الكامل قد وضع الخلوة على قمة أولويات حياته، فكم بالحري نحتاج نحن إلى ذات الأمر لنحصل على القوة اللازمة لمسيرنا في برية هذا العالم.

وكل الأواني البشرية التي استخدمها الله على مدى التاريخ من رجال ونساء، كانت لهم جميعاً أوقات انفراد مطوّلة مع الله. وكل الذين يستخدمهم الرب بقوة، تجد خلفهم جميعاً فرصاً مطوّلة للصلاة والتأمل في كلمة الله. هذا هو القاسم المشترك الذي جمع بين رجال الله نظير موسى (على الجبل مثلاً ..)، وداود (3 مرات يومياً حسبما نفهم من المزامير55: 77 مع مز5،57،63 ..)، ودانيال الذي رغماً عن مشاغله الزمنية ومنصبه الخطير كرئيس وزراء إمبراطوريتين عالميتين متعاقبتين، كان يحرص كذلك على قضاء ثلاث فرص للاختلاء بالله يومياً! (دا6: 17). وبولس .. وغيرهم من رجال الله عبر القرون المختلفة في تاريخ الكنيسة، جميعهم كانت لهم فرص خلوة مطوّلة مع الرب، ولقد عبَّرت كتاباتهم وخدماتهم بمنتهى الوضوح عن ذلك العمق الذي كان لهم في الشركة مع الرب.

قال واحد: إذا أردت أن تعرف القيمة الحقيقية لأي إنسان، ابحث عن كيفية قضائه لخلوته مع الرب.

لا تنسَ الخلوة الصباحية! شعار نحتاج أن نرفعه عالياً، ونطبقه عملياً.


 

إسحق إيليا

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS