الخميس 14 مارس - آذار - 2002
|
يعقوب عند مخاضة يبوق |
فبَقىَ يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه. فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه (تك32: 24،25) لقد كان يعقوب منفرداً في صراعه مع الله. وكان الله أيضاً منفرداً في صراعه مع يعقوب، أي أن المشكلة الحقيقية كانت بين يعقوب والله، وليست بين يعقوب والناس: لابان أو عيسو أو أهل شكيم، ولا كانت بينه وبين الظروف، لكنها بينه وبين الله وحده. وكم هو حريٌ بكل مؤمن يعاني ويتألم من الناس أو من الظروف أن يكف عن الصراع معهم، ويعرف أن مشكلته الحقيقية هي مع الله. وعندما يسوّي المؤمن مشكلته مع الله وينهي صراعه معه، عندئذ لن يكون له صراع مع الناس أو الظروف. فما كان أذى عيسو أو لابان إلا أدوات صراع الله مع يعقوب. وعلى العكس من هذا أحياناً يحاول بعض الأحباء مساعدة مؤمنٍ لتحقيق رغباته الذاتية، فما يكون عملهم هذا إلا دفعاً للمؤمن لمزيد من الصراع مع الله. هذا ما عملته رفقة مع يعقوب. وعليه كم هو جميل أن يبقى يعقوب وحده بعيداً عن الناس الذين يصارعهم، وأيضاً بعيداً عن أي مُحب له يحاول مساعدته في صراعه « فبَقىَ يعقوب وحده ».
ماهر صموئيل
|
إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:
يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة