الاثنين 23 ديسمبر - كانون الأول - 2002

الثبات وبركاته


الخطية هي التعدي ... وكل مَنْ يثبت فيه لا يخطئ (1يو3: 4،6)

ما معنى : « كل من يثبت فيه لا يخطئ » (1يوحنا 6:3)؟ من الآيات السابقة لهذا النص نتعلم معنى الخطية، ففي ع4 يقول: « الخطية هي التعدي ». إن جوهر الخطية هو عمل الإرادة الذاتية بدون الرجوع إلى الله أو الإنسان. إن العالم المحيط بنا يتميز بازدياد التعديات. وكل واحد يفعل ما يحسن في عينيه، فماذا تكون النتيجة؟ إنه بدلاً من الارتقاء في الحضارة والتعليم والشرعية، فإن الأنظمة العالمية كما نراها، تسرع في التحلل، والمجتمعات والشعوب تنحدر إلى الوراء آخذة في التفسخ. وحيثما يسود روح الإثم فإن الخراب والتفكك يتبعه، سواء كان هذا في العالم أو في شعب الله. ونحن المؤمنين في خطر التأثر بروح العالم المحيط بنا. وهذا ما حدث بالأسف، فبسبب عدم السهر فإن ذات مبدأ الإثم الذي فكك النظام العالمي، سرى بين شعب الله فأحدث الانقسام والتشتت.

فمثلاً، في مدرسة ما، لو سمح لكل تلميذ أن يفعل ما يشاء، فمن المتعذر أن تستمر هذه المدرسة. وإذا كان كل فرد في العائلة يفعل ما يعن له، فإن العائلة ستتكسر روابطها. وإذا كان كل فرد في جماعة المؤمنين يتبع إرادته الذاتية، فإنها ستتفكك حتماً. إن روح الإثم متى ظهرت في أي مجال فإنها ستقود إلى التفسخ، ستجلب الخراب سريعاً. وبكل أسى نقول إنه ليس من سبب للتفسخ والانقسام والخراب بين شعب الله أعظم من الإرادة الذاتية العاملة في أشخاص ربما يكونون مخلصين.

فكيف نهرب من مبدأ الإثم أو الإرادة الذاتية؟ إنه بالثبات في المسيح، لأن الرسول يقول: « كل من يثبت فيه لا يخطئ ». وبخضوعنا فقط تحت تأثير من استطاع أن يقول: « لم آت لأفعل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني »، يمكننا أن نهرب من إرادتنا الذاتية التي هي أساس الخطية.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS