الثلاثاء 17 ديسمبر - كانون الأول - 2002

الحبل المثلوث


كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله .. (2كو1: 9)

يضع الرسول في هذه الأعداد؛ الماضي والحاضر والمستقبل على السواء تحت حكم الثقة الوطيدة في الرب، فإنه بالحقيقة لحبل مثلوث مكوَّن من الرحمة والمحبة والأمان على أساسه قد نجانا الله وينجينا فيما بعد.

هذه كلمات ثمينة لكل شخص ينظر إلى المستقبل بعين الريبة والوجل، فإنه يسمع الرسول يُبدي ثقته الشديدة واعتماده التام على الرب بقلب مطمئن مملوء بالفرح، يا ليتنا نتعلم ذلك، ويا ليت تكون هذه أغنيتنا عندما نتذكر كيف اجتاز بنا الرب وحملنا في آلامنا وتجاربنا الماضية وكيف نجانا منها.

ما أكثر ميل قلوبنا لأن تنشغل بالظروف المُحيطة بها من تجارب، وكم من المخاوف التي تملكتنا وخيَّمت كسُحب مُظلمة على طريقنا، ظهر أخيراً أنها كانت فرصة لإظهار محبة الله الكاملة لنا. فكم من مرض أصاب أحد أحباءنا وأوصله إلى حافة القبر، وكم من الخسارة التي أحاقت بنا لدرجة صورت لنا الخراب قادم إلى الباب، ولكن الحبيب ردّ إلينا من أنياب الموت وتحولت الخسارة إلى خير جزيل، وبهذا كشف لنا أكثر عن ملء المسيح وعن مقدرته أنه يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة. فقد سار بنا الرب في طريق لم نعرفها، يتخللها نور أحياناً، وظلام أحياناً أخرى ـ تأديب ومراحم. وبحق إذا نظرنا إليها في جملتها فهي الطريق الصحيح، وعندئذ نردد صدى قول الرسول « نجانا » وقول صموئيل النبي « إلى هنا أعاننا الرب ».

ونحن بقوة الله محروسون من يوم إلى آخر، ومن ساعة إلى أخرى. هو ينقذنا من الحُفر ويخلص أرجلنا من الشباك التي تُمسك بها. فما أحرانا أن نرفع أعيننا إليه مسبحين قائلين « الذي لنا رجاء فيه (ثقة وطيدة) أنه سينجي أيضاً فيما بعد ».

فكم من الأوقات نسمع صوت الرب هامس من سمائه « كفوا واعلموا أني أنا الله » (مز46: 10).

أخي .. الله لا يعرف همومنا فقط، ولكنه يعتني بنا ويقول لنا « إذا اجتزت في المياه فأنا معك » (إش43: 2).

إننا نقول قول الرجال الثلاثة الذين كان أمامهم الأتون المُحمَّى سبعة أضعاف « إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا وأن ينقذنا من يدك أيها الملك » .. يا له من إله مبارك له كل الحمد.


 

خليل حزقيال

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS