الأربعاء 11 ديسمبر - كانون الأول - 2002

معرفة الرب لنا


وعرف يوسف إخوته. وأما هم فلم يعرفوه (تك42: 8)

ما أعظم أهمية النمو في معرفة الرب يسوع! إننا لهذا نحتاج أن نتأمل في موضوع معرفة يوسفنا السماوي لنا. هذه المعرفة المباركة كانت كاملة قبل أن يكون لنا أدنى معرفة به. « رأت عيناك أعضائي، وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصوَّرت، إذ لم يكن واحد منها » (مز139: 16). قبل أن يكون لنا كيان في العالم، كان لنا كيان في قلبه. وعندما كنا أعداء له، هو عرفنا وعرف شقاءنا وحماقتنا وضعفنا. وعندما بكينا بمرارة في ندامة يائسة وكانت نظرتنا إليه هي أنه الديان والحاكم فقط، نظر إلينا كإخوته المحبوبين وحنَّت أحشاؤه إلينا. إنه لم يخطئ أبداً من جهة مختاريه، بل نظر دائماً إليهم كموضوع محبته غير المحدودة. « يعلم الرب الذين هم له » (2تي2: 19). هذا القول صحيح بالنسبة للضالين الذي يطعمون الخنازير كما بالنسبة للأولاد الذين يجلسون على المائدة.

ولكن، يا للأسف! نحن لم نعرف « أخانا » الملكي، ومن هذا الجهل نما الكثير من الخطايا. إننا نحرم قلوبنا منه ولا نسمح له بالدخول إلى دائرة محبتنا. إننا لم نثق به بعد ولم نُعطِ تصديقاً لكلامه. لقد تمرّدنا عليه ولم نُعطهِ إكرام محبتنا. لقد أشرق شمس البر، ولم نستطع أن نراه. لقد نزلت السماء إلى الأرض ولم تشعر الأرض بها!

ولكن قد يقول قائل: سبحاً للرب! فلم يَعُد الأمر هكذا بالنسبة لنا. وقد يكون هذا صحيحاً، ومع ذلك فلا يزال ما نعرفه عن الرب قليلاً بالمقارنة بما يعرفه هو عنا. نحن بالكاد بدأنا نتعلمه، أما هو فيعرفنا جميعاً. شكراً له إذ أن الجهل ليس من جانبه هو وإلا لكان حالنا ميئوساً منه لنا! إنه لن يقول أبداً « لا أعرفكم »، بل سوف يعترف بنا بأسمائنا في يوم مجده. وفي هذه الأثناء سوف يُظهر نفسه لنا، الأمر الذي لا يفعله مع العالم.


 

تشارلس سبرجون

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS