الخميس 3 أكتوبر - تشرين الأول - 2002

لوط السائر مع أبرام


فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض (كو3: 1،2)

نجد في تكوين13 شخصين هما لوط وإبراهيم: الأول رفع عينيه ونظر، والثاني أمره الرب بأن يرفع عينيه وينظر. الأول كان العامل في رفع عينيه هو ذاته، وأما الآخر فالآمر له هو الرب إذ قال له ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً (تك13: 14). وكما أنه يوجد فرق في الباعث والمحرك في كليهما، كذلك نجد فرقاً في نتيجة نظرة كل منهما: فلوط « رفع عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة، كجنة الرب كأرض مصر » (تك13: 10) وإبراهيم أمره الرب بأن ينظر إلى العطية المُعطاة له من الله ليقبلها من يده. لوط الذي رفع عينيه ونظر، اتجهت نظرته إلى دائرة الأردن، أرض الخصب، ويا لها من نظرة! لقد جذبت قلبه إلى تلك الأرض، وبعدها توجه إلى سدوم، وهناك أسس البيوت، فكانت العاقبة وخيمة، التي نرجو من الرب أن يحفظنا منها.

طالما نسمع تاريخ لوط هذا ربما ننتقده. ولكن اسمحوا لي أن أقول لكم إن لوطاً كان أفضل من حالة البعض منا في هذه الأيام، الذين تقواهم سطحية وحياتهم كلها مشاكل حتى أنهم يجرّون بعضهم البعض إلى المحاكم؟

ولكن بالرغم من أن لوطاً كان باراً، إلا أن شهادته انطفأت في سدوم، وشركته مع الله كانت منعدمة، ولم يتخلص من سدوم إلا كما بنار.

آه يا إخوتي، ألا نأخذ الدرس والعبرة لنا من لوط؟ إن حالنا تنذر بالتأديب، وعلينا بالحكم الشديد على الذات قبل أن يحكم الرب علينا. ولا شيء يحفظ عيوننا من النظر إلى العالم إلا إذا نظرنا إلى الرب وتأملنا في البركات الروحية التي لنا في شخصه. وليُعطنا الرب روح الطاعة لنستطيع أن نتمتع بقول الرب لنا، لا عن ميراثنا الأرضي (فنحن لسنا موعودين بميراث في الأرض)، بل ميراثنا السماوي « ارفع عينيك وانظر ».


 

حنا الله جرجس

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS