الأربعاء 16 أكتوبر - تشرين الأول - 2002

ما أعظم النعمة!


لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلّصة لجميع الناس (تي2: 11)

قال شعب إسرائيل عندما كانوا في برية سيناء « كل الأقوال التي تكلم بها الرب نفعل » (خر24: 3)، لكنهم لم يطيعوا أقوال الرب. فالقول بأن نفعل، شيء، لكن تنفيذ ذلك أمر آخر تماماً. فما استطاع الشعب قديماً أن يتمم ما وعد به، لكن العهد الجديد لا يعتمد على أمانة الإنسان للرب، بل على أمانة مواعيد الرب للإنسان.

لقد قاد الرب شعبه القديم ليخرجوا من أرض مصر كما يفعل الأب مع ابنه عندما يمسك بيده ويقوده، كما أن الرب ميَّز شعبه بإعطائهم الناموس والشرائع المقدسة حتى يفصلهم عن الشعوب والأمم التي حولهم، وذلك ليحميهم من ممارس - آذار - ات الوثنية الشريرة، لكنهم فشلوا. قال الرب « لم يثبتوا في عهدي: (عب8: 9)، ونتيجة لعصيانهم أوقعهم الرب في تأديبات متنوعة، وأخيراً أرسلهم إلى السبي.

لم يكن العيب في العهد الذي قطعه معهم، لكن المشكلة كانت في الشعب نفسه، المشكلة ليست في الناموس بل في طبيعتنا الشريرة. لقد كشف الناموس العجز والضعف البشري، فنحن لا نستطيع أن نحفظ الناموس لأنه لم يستطع أن يغيّر قلب الإنسان. فنعمة الله فقط هي القادرة على ذلك، وهكذا في الوقت المعيّن بعد أن ثبت فشل الإنسان وضعفه وعجزه أمام مطاليب الناموس العادلة، أرسل الله ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد (رو8: 3).

وهكذا يعتمد العهد الجديد كله على النعمة. لقد اتجه الناموس إلى فريق محدد من الناس (اليهود فقط)، لكن نعمة الله ظهرت لكي تخلِّص جميع الناس، ففي كفايتها وعدم محدوديتها اتجهت إلى كل العالم. إنها تعلن أخبار الإنجيل السارة، وتقدم ذلك الشخص الفريد الذي جاء مملوءاً نعمة وحقاً، ولكي يحظى الخاطئ بنصيب في هذه النعمة، عليه أن يؤمن بالرب يسوع المسيح ويثق في محبته ونعمته دون أن يعمل شيئاً.

الناموس يقول: إفعل فتحيا، لكن النعمة تقول: العمل قد تم، آمن فتحيا. هل أدركتك هذه النعمة المخلِّصة؟ تلك النعمة التي أظهرت محبة الله في مشهد شر الإنسان وخرابه.

فكلُنا مُخلَّصون الآن بالنعمة
وما لنا فخر سوى في واسع الرحمة


 

أفرايم فخري

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS