الجمعة 7 سبتمبر - أيلول - 2001

التغير إلى صورة المسيح


ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كو3: 18)

إذ يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويُخبرنا. ففي ذلك قوتنا لمشابهة المسيح في الوقت الحاضر عملياً، لأن لذتي هي في المسيح، وفرحي بالمسيح، ومحبتي للمسيح .. وهكذا تُنسج نفسي على منوال وصورة المسيح بالروح القدس إذ يعلن لي فلا تعود محبتي تتجه إلى المجد بل يصبح المسيح نفسه موضوع محبتي وإعجابي ومشغوليتي وتأملاتي، وهكذا آكل من جسد المسيح وأشرب من دمه، ولا غرابة إذا صرت مثله. وبهذه الكيفية يصبح المسيحي صورة المسيح، كلامه عن المسيح، اعترافه بالمسيح، سعيه للمسيح. فهو لا يسعى لكي يصير غنياً لأن له غنى المسيح - الغنى الذي لا يُستقصى. ولا يريد سروراً في العالم لأن سروره في الجالس عن يمين الله إلى أبد الآبدين.

ولكن ألا يزال القلب يقول: إني لا أرى هذه الصورة في نفسي ولا في إمكاني ذلك. نعم، ولكنك ترى المسيح وهذا أفضل. فأنا لا أنظر إلى ذاتي بل إلى المسيح الذي تعيَّن من الله واسطة نموي إلى صورته. لأني عندما أريد أن أنقل عن رسم لمصور شهير مثلاً، هل يكون تأملي في رسمي أنا وما به من نقائص وعيوب، ومشغوليتي بالأسف على ما بي من عجز وقصور واسطة نموي ونجاحي؟ كلا. بل أتأمل في الأصل الذي أنقل وأتمعن فيه وأثبّت نظري فيه إلى أن أتوصل إلى الرسم بروح ذلك المصور. وفي هذا تعزيتي، لأن الروح القدس عندما يعلن لنفسي المسيح في المجد، ضامناً لي فيه القبول، ينتزع عني الخوف من النظر إليه. فأشخص بملء الثقة في ذلك المجد وأفرح بضيائه. لأن استفانوس (أع7) لما امتلأ بالروح القدس استطاع أن يشخص نحو السماء (ونحن لا ننكر أنه كانت له قوة خصوصية فوق العادة في ذلك الحين) وينظر مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله، فصار وجهه يلمع كوجه ملاك. وإذا تأملناه في رقاده، نرى كيف أنه أشبه سيده حين كان يصلي من أجل قاتليه لأنه وهو يسلّم الروح نسمعه يقول « يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية » ناسجاً على منوال المسيح (لو23: 34). وهكذا ظهرت فيه محبة المسيح نحو أعدائه وتغيّر بالروح القدس إلى تلك الصورة عينها.


 

داربي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS