الأربعاء 22 أغسطس - آب - 2001

مخلصنا الله


لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية أجل الجميع (1تي2: 5)

يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، وههنا الحقيقتان العظيمتان اللتان تكوّنان قاعدة كل ديانة صحيحة. كانت الديانة اليهودية استعلاناً وشهادة في العالم للحقيقة الأولى - يوجد إله واحد ووحيد، هذه الحقيقة تبقى صحيحة إلى الأبد، ولكنها لم تكن كافية للإتيان بالناس في علاقة مع الله. أما المسيحية، فبينما تعلن الله الواحد إعلاناً كاملاً وتاماً، تقدم أيضاً الحقيقة الثانية « يوجد وسيط واحد بين الله والناس ».

وسيط واحد، وواحد فقط. فحقيقي أن هناك إلهاً واحداً فقط، وحقيقي أيضاً أن هناك وسيطاً واحداً فقط. هذا هو الحق العظيم المتميز في المسيحية. وهذا الوسيط الواحد يميزه أمران: هو إنسان، وهو قد بذل نفسه فدية لأجل الجميع. ويا له من حق ثمين! فنحن بشر مساكين ضعفاء ومُذنبون، لم يكن في مقدورنا أن نقترب من الله، كنا نحتاج إلى وسيط، وسيط يمكنه أن يحافظ على مجد الله في نفس الوقت الذي يوجدنا في قرابة لله متبررين برارة تتفق وذلك المجد. فالمسيح بذل نفسه فدية، ولكنه كان ينبغي أن يكون إنساناً لكي يتألم من أجل الناس ولكي يمثل الناس. وهذا ما صاره، له كل المجد.

لقد وصل المسيح إلى أعمق الأعماق، حتى لا يكون هناك أحد ولو كان أشقى البؤساء، إلاّ ويشعر أن الله في صلاحه قد اقترب إليه وتنازل لأجله وتلمست محبته الفائقة فرصتها في تعاسته، لعلاج كل صعوبة عنده ولشفاء جميع أدوائه. هكذا جاء وهكذا أعلن نفسه هنا على الأرض. والآن وهو في الأعالي هو هو بذاته. إنه لم يَزَل إنساناً في المجد وفي الكمال الإلهي، ولاهوته يضفي قوة محبته باعتباره الله على ناسوته الكامل في غير ما انفصال. ولن نجد قلباً بشرياً يشترك معنا في مشاعرنا ويحس بإحساسنا ويرثي لنا، سوى قلب ذلك الإنسان - المسيح يسوع وسيطنا وشفيعنا. لقد تطهر الضمير بواسطة عمله وبه يرتاح القلب على أساس ما هو عليه الآن وإلى الأبد. إن مجيئه من الأعالي وطبيعته الإلهية وموته، وحياته كإنسان في السماء، كل هذا يبرزه كالوسيط الواحد والوحيد.


 

هاملتون سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS