الاثنين 23 يوليو - تموز - 2001

فكر التواضع


لا شيئاً بتحزب أو بعُجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (في2: 3)

إن سر الفرح، بالرغم من الظروف، يكمن في « الفكر الموحَّد »؛ وسر الفرح، بالرغم من الناس، يكمن في الفكر الخاضع. وإن كان المسيح قد ذكر في الأصحاح الأول من رسالة فيلبي أنه الأول، فإن الآخرين يأتون بعد ذلك في الأصحاح الثاني. والرسول بولس الذي نراه رابحاً للنفوس في الأصحاح الأول، نراه في الأصحاح الثاني كالخادم.

ولعله من المهم أن ندرك ما يعنيه الكتاب المقدس بكلمة « الاتضاع » فالشخص المتواضع ليس هو الذي يفكر ردياً من جهة نفسه، بل هو ببساطة الذي لا يفكر مطلقاً في نفسه! فالاتضاع هو تلك النعمة التي متى أدركت أنك تملكها، فعندئذ تفقدها! والإنسان المتواضع حقاً يعرف نفسه، ويتقبلها كما هى (رو12: 3)، كما يُخضع نفسه للسيد ليكون خادماً له، ولكي يستخدم الله شخصه وما له لمجده ولخير الآخرين. هذا ما يذكره الرسول في العدد التالي (ع4). فالدعوة هنا لأن تتحول أعين المؤمن من على نفسه لتتركز على احتياج الآخرين.

« الفكر الخاضع » لا يعني أن يكون المؤمن رهن إشارة أي شخص آخر، أو أن يُداس بسبب رغبة الآخرين في الاستفادة من خدماته. بل إن الرسول يكتب عن هذا بوضوح قائلاً: « فإننا لسنا نكرز بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع رباً ولكن بأنفسنا عبيداً لكم من أجل يسوع » (2كو4: 5). فإن كان لنا الفكر الموحّد المذكور في الأصحاح الأول، فلن نعاني مشكلة مع الفكر الخاضع الوارد في الأصحاح الثاني.

ويقدم لنا الرسول أربعة أمثلة لأصحاب الفكر الخاضع وهم: الرب يسوع المسيح (في2: 1-11) وبولس نفسه (في2: 12-18) وتيموثاوس (في2: 19-24) وأبفرودتس (في25-30). وبالطبع فإن المثال الأعظم الرب يسوع المسيح، وقد بدأ الرسول به موضحاً الصفات الأربع التي يتمتع بها الشخص صاحب الفكر الخاضع:

فهو أولاً يفكر في الآخرين لا نفسه (في2: 5،6)

ويخدم (ع7)، ويضحي (ع8)، ويمجد الله (ع9-11)


 

وارين ويرسبي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS