السبت 30 يونيو - حزيران - 2001

أرسترخس ... أحسن حاكم


وكان معنا أرسترخس رجل مكدوني من تسالونيكي (أع27: 2)

السفينة في أعمال27 يمكن اعتبارها صورة للكنيسة أو للمسيحية كشاهدة لله على الأرض. ليست الكنيسة في امتيازاتها كجسد المسيح أو عروس المسيح، بل باعتبارها مستودعاً للحق.

و« أرسترخس » هو الاسم الوحيد من كل الركاب بخلاف بولس الذي يُذكر في الأصحاح، ومعناه « خير حاكم ». وهكذا فإننا في أثناء رحلتنا نحو السماء لنا الحاكم أو المرشد الأفضل. فالمسيح قبل أن يصعد إلى السماء قال لتلاميذه « لا أترككم يتامى ... أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد » (يو14: 16،18). نعم، إن الروح القدس الآن هو القائد الأفضل للمؤمنين في طريقهم نحو السماء « لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله » (رو8: 14).

إذاً فهناك شخصان مذكوران بالاسم من ركاب السفينة هما بولس وأرسترخس. بولس يمثل الحق الإلهي « كلمة الله » وأرسترخس يمثل الحاكم أو المرشد الإلهي - أي « روح الله ». ألعلنا نحتاج في رحلتنا شيئاً آخر بالإضافة إلى كلمة الله وروح الله؟!

لكن المؤرخ الإلهي لم يكتفِ بذكر اسم أرسترخس، بل يضيف إليه كلمتين هامتين فيقول « رجل مكدوني من تسالونيكي ». وما أجمل ما يعيده إلى ذاكرتنا هذان المكانان: مكدونية وتسالونيكي. فمكدونية تذكّرنا بالنعمة الإلهية والفرح العميق اللذين ميّزا المؤمنين في البداية « نعرِّفكم أيها الإخوة نعمة الله المُعطاة في كنائس مكدونية، أنه في اختبار ضيقة شديدة فاض وفور فرحهم » (2كو8: 1). هذا ما ميَّز المسيحيين في البداءة - فرح رغم الضيق. وهذا ما تذكرنا به مكدونية. أما تسالونيكي (ومعناها النُصرة على الزيف والكذب) فإنها تذكّرنا بالمؤمنين الذين رجعوا إلى الله من الأوثان ليعبدوا الله الحي الحقيقي وينتظروا ابنه من السماء يسوع (1تس1: 9،10).

تسالونيكي إذاً تحدثنا عن التحوّل من الزيف إلى معرفة الحق. وليس ذلك فقط بل تحدثنا أيضاً عن انتظار تحقيق الرجاء المبارك. فإن رسالتي تسالونيكي تحدثاننا بصورة مُلفتة عن مجيء الرب. فلا يكاد يخلو أصحاح من الرسالتين من الكلام عن مجيء الرب. لكأن القديسين في البداية وقد تركوا العالم راكبين سفينة الإيمان نحو الوطن السماوي، كانوا ينتظرون بشوق مجيء المسيح للاختطاف وعلم المحبة يرفرف على السفينة، والفرح يملأ قلوب كل المسافرين.

فما أجمل هذه الحالة! هذه كانت حالة الكنيسة في عهدها الأول.


 

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS