الجمعة 22 يونيو - حزيران - 2001

بوكيم


وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم .. وكان لما تكلم ملاك الرب .. أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا (قض2: 1-4)

كان ملاك الرب في الجلجال كل أيام يشوع. ومن هناك كان الشعب ينطلق للحرب، وإلى هناك كان يعود ليستريح ويجدد قوة لانتصارات تالية. إنه المكان الذي ارتبط بدحرجة عار مصر عن اسرائيل. هناك اختتن الشعب. وهذا يعني روحياً قطع الإنسان العتيق من أمام الله وإدانة الجسد في الصليب. لكن بعد موت يشوع والشيوخ الذين طالت أيامهم بعده، فإن الشعب هجر هذا المكان الذي كان يتميز بحضور الرب. لأجل ذلك رحل ملاك الرب عن المكان، وصعد إلى بوكيم. وبوكيم تعني « الباكون » أو « مكان البكاء ». وصعود ملاك الرب إلى بوكيم كان بمثابة دعوة للشعب هناك. فهو المكان الجديد الذي يتناسب مع حالة الضعف والخراب. إن بوكيم لا تعني الخوف والفشل بل الاعتراف والحزن أمام الرب.

دانيال وهو شيخ أسير في بابل كان فيما يشبه بوكيم وهو يصلي ويعترف نحو أورشليم، لكن ملاك الرب كان معه وشجعه بالقول « أيها الرجل المحبوب ».

وبولس في مواقف كثيرة كان أيضاً فيما يُشبه بوكيم عندما قال « لأني من حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة » (2كو2: 4).

كذلك نقرأ في سفر حزقيال عن رجال أتقياء كانوا يئنون ويتنهدون على رجاسات أورشليم (حز9: 4).

بالمثل كان إرميا وعزرا ونحميا وغيرهم.

وفوق الكل فإن الرب يسوع نفسه مرّ ببوكيم وهو يقترب من أورشليم إذ « نظر إلى المدينة وبكى عليها » (لو19: 41). وبعد كل هذا، هل نخجل نحن أن نوجد في بوكيم؟

إن أقصر الطرق التي تؤدي إلى الجلجال في يوم الانحدار، هى عن طريق بوكيم. وفي بوكيم لا مجال لنتهم الآخرين، بل لندين أنفسنا.

عندما نتأمل في فقدان تأثير كلمة الله والتحوّل عنها، في الروح العالمية التي تسود، في الأسوار المنهدمة والأبواب المحروقة، في الانقسامات التي تفتت الوحدة، في الجوع والهزال الروحي والضحالة، في عدم الشعور بالحاجة وروح الاستغناء. ألا يقودنا هذا إلى البكاء. إننا نحتاج إلى ما فعله يوحنا عندما قال « فصرت أنا أبكي كثيرا ».


 

محب نصيف

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS