الجمعة 4 مايو - أيار - 2001

معرفة ما في قلوبنا


ليعرف ما في قلبك (تثنية8: 2)

أيمكن لواحد منا أن يقول إنه قد عرف ما في قلبه تماماً؟ لا أظن. فالقلب « أخدع من كل شيء » وكم صوَّر لنا أموراً حسنة وكانت في حقيقتها رديئة. لذا تساءل الرب « مَنْ يعرفه »؟ ثم أجاب: « أنا الرب فاحص القلب مُختبر الكُلى » (إر17: 9،10).

لكن لأن معرفة قلوبنا أمر ضروري، فإن الرب يُجيزنا في تدريبات متنوعة، والبرية هي المكان المناسب لنعرف قلوبنا. وفي تثنية8 يقدم الرب لنا أربعة دروس هامة:

أولاً: « لكي يذلّك ويجرّبك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا » (ع2). نحن نظن أننا نحب الرب ونعمل وصاياه إلى أن تصادفنا تجربة صعبة فيها يضغط علينا الرب. عندئذ نصبح وجهاً لوجه أمام قلوبنا فنكتشف ميلنا للتذمر والأنين ورفض معاملاته. ألم يتعلم أيوب هذا في بلواه حتى وصل في النهاية إلى رفض ذاته كُلية « أرفض وأندم في التراب والرماد » (أي42).

ثانياً: « فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه، قد أدبك الرب إلهك » (ع5). إننا أبناء للآب، وحيث أن الابن يؤدب من الأب لتربيته وتهذيبه وتعليمه، إذاً فالآلام لنا هى من منطلق كوننا بنيه المحبوبين « الذي يحبه الرب يؤدبه ».

دعونا إذاً نترجم معاملات الله معنا ترجمة صحيحة، فلا نسيء الظن فيه، بل نخضع لأبي الأرواح فنحيا.

ثالثاً: « لئلا إذا أكلت وشبعت وبنيت بيوتاً جيدة ... يرتفع قلبك وتنسى الرب إلهك » (ع12-14). كم تميل قلوبنا للارتفاع، والكبرياء داء دفين فينا. والعجيب أنه عندما يغمرنا الرب ببركات زمنية أو روحية، سرعان ما تتحرك فينا الكبرياء. فإذا أحسن إلينا بنعمته وأنجح مشروعاتنا وأكثر ثروتنا، يتولد داخلنا الإحساس أننا شيء! وإذا أُعطينا معرفة وعلماً، صرنا عُرضة للانتفاخ! حتى أن بولس نفسه كان عُرضة للارتفاع من فرط الإعلانات المُعطاة له، لذا أعطاه الرب شوكة في الجسد لحفظه. إذاً كم نشكره لأجل الإذلال الذي به يحفظنا متضعين، شاعرين أننا لا شيء.

رابعاً: « لئلا تقول في قلبك قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة » (ع17). وهذا داء آخر كامن في قلوبنا ومرتبط بالكبرياء، وهو ميلنا لأن ننسب لذواتنا كل نجاح حققناه. فإن لم نكن ملتصقين بالرب، لا يمكن أن نميز يده الصالحة وراء كل إنجاز في حياتنا ونبقى شاعرين بفضله. « لأنه مَنْ يميزك وأي شيء لك لم تأخذه. وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ » (1كو4: 7).


 

فريد زكي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS