الخميس 26 إبريل - نيسان - 2001

برزلاي الجلعادي


وهو عال الملك ... لأنه كان رجلاً عظيماً جداً (2صم19: 32)

شهد الروح القدس عن عظمة هذا الرجل. وقد ظهرت عظمته في مواقف متعددة .. فقد تبع داود في زمان هروبه من أبشالوم ابنه مُظهراً شجاعة أدبية، غير خائف من بطش أبشالوم مُعلناً بذلك أن « الأخ للشدة يولد ».

كما أنه في إعالته للملك أعطى بسخاء منقطع النظير للملك والشعب الهارب معه ما يُشبع جوعهم ويروي عطشهم ويريح أبدانهم (2صم17) متمماً ما نبَّر عليه الرسول بولس في ما بعد « أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا .. وأن يصنعوا صلاحاً، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع » (1تي6: 17-19).

وقد ظهرت عظمته أيضاً في محبته للملك وتقديره له. فما قدمه كان بدافع محبة قلبية حقيقية. وأمام هذا الموقف النبيل ينكشف أمامنا موقف آخر دنيء من شخص آخر قيل عنه أيضاً « وكان الرجل عظيماً جدا »، إلا أن عظمته كانت مرتبطة بالأملاك والحيوانات « فكان له ثلاثة آلاف من الغنم وألف من المعز ». وقد شهدت عنه امرأته: « نابال اسمه والحماقة عنده » (1صم25) .. وفي الحقيقة ليس هناك أكثر جهلاً وأشد حماقة ممن يرفض مسيح الرب قائلاً « مَنْ هو داود؟ ومَنْ هو ابن يسى ». وكان داود في نظره مجرد عبد هارب لا يستحق أي إحسان فيقول « أآخذ خبزي ومائي وذبيحي ... وأعطيه لقوم لا أعلم من أين هم ».

ونقرأ عن برزلاي أنه « كان قد شاخ جدا » وفي ذات الوقت « كان عظيماً جدا » إنه يذكّرنا بقول المرنم في مزمور92 « الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو. أيضاً يُثمرون في الشيبة يكونون دُساماً وخُضرا ». كما يقول الحكيم « تاج جمال شيبة توجد في طريق البر » (أم16: 31).

عندما انتهت المحنة أراد الملك أن يكافئه، لكنه يُجيبه: لماذا يكافئني الملك؟ وكأن لسان حاله: إني أحب الرب لا لأربح النعيم، ولا لكي أنجو من العذاب في الجحيم، لكن أحبه لأن لي حبه يحلو، وهو الذي من فضله أحبني قبل.

كان لا يشتهي شيئاً من أمور الحياة « هل أميز بين الطيب والرديء.. » وكأن يقول لنا « الوقت منذ الآن مقصر .. لأن هيئة هذا العالم تزول » (1كو7).

وأخيراً يوصي داود ابنه سليمان بأبناء برزلاي رداً للمعروف. ويوماً سنقف أمام كرسي المسيح لننال المكافآت من يد السيد، ونسمع النعما من فمه. ليتنا نُكثر في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبنا ليس باطلاً في الرب.


 

وهيب ناشد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS