الثلاثاء 10 إبريل - نيسان - 2001

أنا آتي سريعاً


أنا أمضي لأُعد لكم مكاناً.وإن مضيت وأعددتلكم مكاناًآتي أيضاًوآخذكم إلى (يو14: 2،3)

هذا وعد نفيس حقاً أعطاه الرب لتلاميذه ليعزي قلوبهم الحزينة ويطيِّب خاطرهم. وكم طيَّب هذا الوعد قلوباً تعيسة إلى يومنا هذا، ونلاحظ في هذا الوعد كلمة « أنا » و « أنتم » متكررة بكثرة، والمعنى أن قلب يسوع متعلق بقلوب تلاميذه، والمحبة ربطت قلبه وقلوبهم معاً. فلما رأى التلاميذ وقد امتلأوا حزناً لفراقه ولا سيما من قوله « حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني » بدأ يتكلم إلى قلوبهم بكلام تعزية.

لقد بدأ الرب كلامه بهذا الوعد المبارك « آتي أيضاً وآخذكم إلى » فهو لم يَقُل « أرسل فآخذكم » كلا. هذا لا يُشبعه، بل يقول « أنا آتي ». هذه هى محبته التي تجعله يأتي بنفسه، فالمحبة تقدّر محبوبها، وتعظّم غرضها. فلو أنه قال للتلاميذ إنه سيُرسل عبده ليأخذهم إليه، لما سطعت محبته ولا بانت قيمتهم في عينيه.

لكن إلى أين هو ذاهب؟ هو ذاهب إلى بيت الآب في الأعالي، إلى الوجود في محضره. هو ذاهب إلى البيت، ويقول إني سآخذكم إلىّ، إلى البيت. ولاحظ قوله « إلى » فهو مشغول بنا ويحبنا. هو الآن هناك، ولكنه سيأتي إلينا. ويقول عبارة أخرى « حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا » فسرور قلوبنا أن نكون حيث هو، مكاننا معه على أساس دمه الغالي الكريم، وباستحقاق ذلك الدم الثمين. فحيث يسوع سنكون نحن، سنكون حيث هو، وهذا أسمى وأغبط مكان في السماء. سنكون في نفس المجد « معه » ولو أنه سيكون لكل واحد تمتعه الخاص. فتمتع بولس يختلف عن تمتع بطرس مع أن للجميع ذات المركز والمقام في قلب المسيح وفي البيت ذي المنازل الكثيرة.

« أنا أمضي لأعد لكم مكانا » - مكاناً سعيداً أبدياً، مكاناً أعدته محبة الرب يسوع؛ محبة العريس الإلهي للعروس المفدية. هذا هو وعده الصادق الأمين « آتي أيضا ».

ونرى في الأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا، نفس الحق الثمين متكرراً، لا في صورة وعد، ولكن في صورة صلاة « أيها الآب. أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني ».

شهوة قلبه أن نكون معه لنرى مجده. هذا هو المجد المكتسب الذي مجَّده به الله عن يمينه في السماء جزاءً له لأنه مجّده على الأرض (يو12: 28، 13: 31،32، 17: 4،5). فهو يطلب إلى الآب أن نكون معه في مجده. يا للمجد ويا للنعمة!


 

داربي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS