الجمعة 9 مارس - آذار - 2001

الله الحكيم


لأن غضب الإنسان يحمدك (مز76: 10)

إن الله الحكيم القدير يستطيع أن يحوّل كل شيء لمجده ولخير شعبه. فإن غضب الإنسان الشرير ضد أولاد الله هو فرصة ليُظهر الله خلاصه العظيم، ألا نرى ذلك في غضب الرجل هامان ضد مردخاي الرجل المسكين، فقد كان زهيداً في عيني هامان أن يصنع الشر بمردخاي وحده، بل أراد إهلاك جميع شعب الله، فهل يمكن أن ترى العين البشرية في ذلك الوقت، في هذا الغضب العظيم، مادة شكر لله؟ كلا، بل لقد كانت مناحة عظيمة (إس4: 3). كلا أيتها العين القاصرة إن ربك وإلهك مُمسك بزمام الأمور، فلم ولن يفلت منه الزمام أبداً. لقد استطاع أن يخلّص شعبه، فعمت أفراح الإنقاذ من الموت كل الشعب في كل مملكة أحشويرش، وصار لهم عيد للفرح والابتهاج بخلاص الله العظيم، فغضب الإنسان يؤول لحمده. وعندما نذهب إلى قصر نبوخذ نصر ملك بابل نجده يستشيط غضباً على الرفاق الثلاثة: شدرخ وميشخ وعبد نغو، لسبب عدم سجودهم لتمثاله الذهبي، فقد أمر بأن يحمّوا الأتون سبعة أضعاف النيران، وألقى رجال القوة في جيش نبوخذ نصر أولئك الرجال الأمناء في وسط الأتون بعد أن أوثقوهم، ومن شدة قوة النيران قتل لهيبها رجال نبوخذ نصر. لكن ماذا عن أولئك الذين ساروا مع الرب في قصر الملك؟ هل أقل من أن يسير معهم ربهم في وسط أتون النار؟

لقد حلّ الرب وثاقهم وحفظ أجسادهم واعتنى بشعور رؤوسهم، فلم تسقط شعرة، ولم تمس النار ثيابهم. أيعتني الرب بكل هذه؟ أيحفظ الرب أتقيائه في التجربة؟ ... نعم.

لكن ماذا عن غضب الإنسان. لقد رفع الملك نبوخذ نصر في نفس اليوم حمداً لإله شدرخ وميشخ وعبد نغو، وأصدر أمراً ملكياً في كل المملكة لعبادة هذا الإله الحي. وبعدها أنشد نشيده الشهير في حالة من التعجب والتعبد: الآيات والعجائب التي صنعها معي الله العلي، حسن عندي أن أخبر بها. آياته ما أعظمها! وعجائبه ما أقواها! يارب كيف تجعل من أتون النار وسيلة لحمدك.


 

جوزيف وسلي

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS