الخميس 29 مارس - آذار - 2001

يوشيا


عمل المستقيم في عيني الرب وسار في طريق داود أبيه ولم يَحِد يميناً ولا شمالا (2أخ34: 2)

كانت هذه بداءة صالحة، وما أجمل أن يُطبع القلب بطابع مخافة الرب وهو غض. فإن مخافة الرب تحفظ القلب من شرور ومفاسد لا حصر لها « رأس الحكمة مخافة الرب » (مز111: 10). ومخافة الرب علّمت هذا الفتى أن يعرف ما هو « مستقيم » وما أجمل القوة العظيمة المنطوي عليها القول « وعمل المستقيم في عيني الرب » - ليس المستقيم في عيني نفسه، ولا في عيني الناس، ولا في عيني الذين سبقوه، ولكن المستقيم في عيني الرب. هذا هو الأساس الراسخ لكل عمل مستقيم. لا يمكن أن يوجد شيء مستقيم ولا شيء من الحكمة، ولا من القداسة حتى تأخذ مخافة الرب موضعها الصحيح في القلب. قد نعمل أشياء كثيرة بسبب الخوف من الإنسان، وأشياء أخرى كثيرة بسبب قوة العادة وبسبب المؤثرات المُحيطة بنا، ولكن لن نستطيع أن نعمل ما هو مستقيم حقاً في عيني الرب حتى تصل قلوبنا إلى فهم مخافة اسمه القدوس. هذا هو المبدأ الفعّال، مخافة الرب حاجز منيع ضد البُطل والعبث، وكل مَنْ يسير في مخافة الله تراه دائماً حازماً ومُخلصاً ومحرراً من المعطلات والمؤثرات بعيداً عن الإدعاء والافتخار.

نقرأ عن يوشيا أنه « سار في طُرق داود ولم يَحِد يميناً ولا شمالا ». ويا لها من شهادة يسجلها الروح القدس عن شاب! كم نشتاق إلى هذا القرار الصريح! لا يمكن تقديره تماماً في الأيام الحاضرة - أيام الرخاوة والتساهل - أيام الحرية الكاذبة والطيبة الظاهرية - قرار يمنح الفكر سلاماً عظيماً. الإنسان المتردد لن يتمتع بالسلام بل هو دائم التذبذب بين الأمام والخلف « رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه » يجتهد أن يرضي كل شخص، وفي النهاية لا يرضي أحداً. أما الرجل المكرس، فهو على العكس لأنه يشعر بأن عليه أن يُرضي واحداً فقط، وهذا يعطي ثباتاً للحياة والأخلاق، يركز العين في الرب وحده. قد يسيء الناس فهم أفكارنا أو يسيئون الظن فينا، ولكن هذا في الحقيقة أمر تافه إذ واجبنا وشغلنا الهام هو أن نسير في الطريق المعينة لنا من الله. « لا نحيد يميناً أو شمالا ». إننا مقتنعون تماماً أن التكريس الصحيح هو كل ما يحتاجه خادم المسيح في الوقت الحاضر لأنه بدون شك عندما يجدنا الشيطان مترددين، يعمل كل وسيلة لكي يدفعنا خارجاً عن الطريق الواضح الضيق. يا ليت روح الله يعمل في نفوسنا بأكثر قوة لكي نقول « ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي، أغني وأرنم » (مز57: 7).


 

ماكنتوش

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS