الجمعة 28 ديسمبر - كانون الأول - 2001

عمِّق طلبك أو رّفعه إلى فوق


والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا (أف3: 20)

ذكر المبشر، بيلي واكر أن مؤسسي مدينة نيويورك الأمريكية، وهم يرسمون مستقبل المدينة، خططوا الطرق ورقموها ابتداءً من الساحة الرئيسية، فكانت في البداية 6 أو 7 شوارع، وفي خريطة التخطيط وضعوا حساباتهم لنمو مساحة المدينة في المستقبل، وفوق كل حدود تصورهم رسموا على الخريطة لغاية الشارع رقم 19 وسُميَّت تلك الشوارع الوهمية - شوارع الحدود لمدينة نيويورك الكُبرى - ولكن هل تعرف أرقام الشوارع الآن هناك؟ لقد زادت عن 284 شارع والآن يتهم التاريخ أولئك المؤسسين بقصر النظر وضيق الأفق رغم أنهم وقتها كانوا يظنون أنهم في حسابهم خططوا أكثر جداً مما يفتكروا أو يتصوروا.

صديقي القارئ .. ألا ترى أننا مرات كثيرة نكون نحن أيضاً ضيقي الأفق وقصار النظر؟ أتذكر قديماً عندما كلم موسى الشعب الأرضي عن مستقبلهم العظيم في كنعان بعد الحرية من فرعون والخروج من مصر، فإنهم لم يسمعوا لموسى من صغر النفس ومن العبودية القاسية (خر6: 9) نعم لأنهم ركزوا أبصارهم على قدراتهم وعلى قوة فرعون دون النظر إلى إمكانيات الله التي لهم. هكذا أيضاً فعل الجواسيس العشرة الذين ذهبوا ليتجسسوا الأرض إذ قالوا: إن الشعب الساكن في الأرض معتز، والمدن حصينة عظيمة جداً .. وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم (عد13: 28،33). أما يشوع بن نون وكالب بن يفنة، فقالا: الأرض جيدة جداً جداً .. لا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا، قد زال عنهم ظلهم والرب معنا لا تخافوهم (عد14: 6-10) لأنهما ركّزا أبصارهما على قدرة الرب. إن لنا الله القادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا (أف3: 20). ويُسرّ الله أن يُظهر قوته في الضعف، فيقول لبولس « تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل » (2كو12: 9). وهكذا معنا « لنا هذا الكنز في أوانِ خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا » (2كو4: 7). يستخدم منساس بقر للنُصرة على 600 (قض3: 31) ولحي حمار لقتل 1000 رجل (قض15: 16) وخمس أرغفة وسمكتين لإشباع 5 آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد (مت14: 21). انظر بمنظار الله وركِّز بصرك على قدرته، وضع حياتك البسيطة وإمكانياتك الصغيرة بين يديه الكبيرة ليفعل بك أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر.


 

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS