الخميس 20 ديسمبر - كانون الأول - 2001

يهوذا الذي أسلم الرب


حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه، أنه قد دين، ندم ... ثم مضى وخنق نفسه (مت27: 3،5)

واضح أن يهوذا لم يكن يعمل لإدانة المسيح وموته بالفعل لأن الرب مرة ومرات تخلص من فخاخ أعدائه. فيبدو أنه قدّر أن الفرصة سنحت له لكي يشبع جشعه وراء المكسب. والشخص الذي يضع قدمه مرة على طريق الخطية، ويسلم نفسه للشيطان، عندما يصل في انحداره إلى نهاية الطريق ويفتح عينيه على النتائج - تجده يستيقظ يقظة رهيبة - خاصة إذا كانت النتائج تزيد وتتعدى كل توقعاته.

وهكذا جاءت ندامة يهوذا على فعلته متأخرة جداً، ولم تصل إلى العُمق الكافي، كما هي الحال دائماً عندما يتملك القلب إحساس برهبة النتائج أكثر من إحساسه بالذنب نفسه.

قال يهوذا « قد أخطأت ». وما أكثر المرات التي يقول فيها الفم هذه الكلمات عندما لا يكون هناك رجوع قلبي أمام الله. وفي الكتاب المقدس نجد هذه العبارة تتكرر، على الأقل، سبع مرات. ومن بين المرات السبع لا يُصادق الله إلا على اثنتين فقط ويجاوب عليهما بالغفران. هذه العبارة قالها (1) فرعون في خروج9: 27، 10: 16. وقالها (2) بلعام في عدد22: 34. وقالها (3) عاخان في يشوع7: 20. وقالها (4) شاول في 1صموئيل15: 24، 26: 21. وقالها (5) داود في 2صموئيل12: 13، 24: 10. وقالها (6) الابن الضال في لوقا15: 18. وقالها (7) يهوذا في متى27: 4.

وأنت أيها القارئ لا تَقُل باطلاً « قد أخطأت » بل بالحري دع خوف الله الحقيقي يملأ قلبك.

إن يهوذا في كل حياته كان ينقصه خوف الله الحقيقي. وحتى عند ندامته أخيراً كان ينقصه هذا الخوف التقوي بعد هذه الفعلة التعسة، رغم أنه اعترف بها « قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئا ». وهل هذا هو كل المطلوب؟ وهل هذا هو وصف فعلته؟ ألم يكن ذاك الذي في حقه أذنب هذا الذنب البشع، يتوقع أن يسمع منه شيئاً آخر؟

لم يكن حزن يهوذا هنا هو « الحزن الذي بحسب مشيئة الله » (2كو7: 10). كما نراه في بطرس « لأن حزن العالم ينشئ موتا ». ومضى يهوذا إلى ظلمة اليأس « انصرف ثم مضى وخنق نفسه ». ويصف بطرس هذا المصير الرهيب الذي حاق بيهوذا (وبيته) عندما أشار إلى كلمات داود النبوية (أع1: 16، مز109: 6-20).


 

فريز فون كيدزل

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS