السبت 17 نوفمبر - تشرين الثاني - 2001

عظمة المسيح


لكي يكون هو متقدماً في كل شيء (كو1: 18)

المسيح هو الكل، هو كل شيء لقلب الله ويوَّد أن يكون كل شيء لقلوب خاصته، فإذا ما تحقق ذلك وصار المسيح كل شيء وأصبح غرضك الوحيد، فهذه أسمى غبطة وبركة أستطيع أن أتمناها لك.

ومتى كانت العين بسيطة ومستقرة على المسيح، فلا تكون أمامك أية صعوبة أو تعقيد، بل تسير مُنقاداً بالرب في سبيل الأمن والسلام. أما إذا سمحت لأي عامل آخر أن يدخل بينك وبين الرب، فحينئذ بكل أسف تضل السبيل وتفقد إرشاده وقيادته لك.

« حسب انتظاري ورجائي إني لا أخزى في شيء، بل بكل مجاهرة كما في كل حين كذلك الآن يتعظم المسيح في جسدي » (في1: 20). فهل أمنية قلوبنا أن تكون لنا لغة الرسول بولس هذه؟ وهل أصبحت أجسادنا كأواني لإظهار المسيح؟ وعندما نستيقظ في الصباح .. هل ننظر إلى اليوم كفرصة جديدة لتعظيم المسيح في حياتنا؟

إنه لمن واجبنا أن نُظهر المسيح ونقدمه لقلوب الآخرين بحياتنا وعيشتنا، كما بأقوالنا. ربما يتعذر علينا أن نشرح عدداً واحداً من كلمة الله، ومع ذلك ففي استطاعتنا ومن واجبنا أن نحيا المسيح أو بالحري يحيا المسيح فينا. ربما تُعلم في مدرسة الأحد أو تزور الفقراء وهذا حسن ونافع، ولكن هناك ما هو أفضل جداً. ليكن المسيح حياً فيك أو بالحري عِش في المسيح، أعلن المسيح وأظهره. يا ليت الرب يعلمنا هذا الدرس العملي، فيصبح هو الشيء الوحيد الذي لا غنى عنه.

إن المسيح هو الشخص الوحيد الموافق لحاجة كل نفس في الوجود، ولذا يجب على كل من يتكلم بأقوال الله أن يعظّم شخص المسيح، لأن شهادة الروح نفسه هي عن المسيح، وعمله هو تمجيد المسيح. ومن واجبي أن أتمشى مع الروح القدس في غايته ويكون لي فكره في إظهار المسيح وإلا فلن أصلح لأن أكون بركة للآخرين.

الحق ليس هو المسيح بل المسيح هو الحق. فمن الممكن أن يكون لك الحق بدون المسيح، ولكن إن كان لك المسيح فلا بد أن يكون لك الحق، وكل القوة والتأثير الذي للحق هو لأن المسيح هو الحق.

وبقدر ما يزداد تفكيرنا في المسيح، بقدر ما تزداد شركتنا مع الله، إذ أن مجد المسيح هو الغرض الوحيد الذي يملأ قلب الله وبالتالي يجب أن يملأ قلوبنا نحن. والانتعاش الحقيقي الذي يغمر قلوبنا يُقاس دائماً بمكان المسيح في قلوبنا، وإن السماح لأقل مشغولية بالذات يكون بمثابة غيمة مُظلمة تخفي عنا جمال المسيح.


 

دينيت

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS