الأربعاء 31 أكتوبر - تشرين الأول - 2001

في أمان إلى الأبد


وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي (يو10: 28)

« وأنا أعطيها حياة أبدية » - هذا هو ضمان المؤمن المولود من فوق. فالحياة المُعطاة له ليست حياة وقتية محددة بل حياة أبدية، وهي حياة أبدية لأنها حياة إلهية. وإن كان في القول « حياة أبدية » تأكيد لضمان حياة المؤمن بصفة عامة، ففي القول « ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي » يقدم الرب ضمانين آخرين، يؤكد لنا في الأول عدم قدرة أحد على نزع حياة المؤمن داخلياً « ولن تهلك إلى الأبد »، ويؤكد لنا في الثاني الحفظ الخارجي من كل خطر يحيط به « ولا يخطفها أحد من يدي ». فلا هلاك للحياة التي فينا في الداخل، ولا قوة في الخارج لإبعادنا عن شخصه الكريم.

أيها الأحباء ... إن أقل واحد بين شعب الله إنما هو في أمان إلى الأبد لأن محبة المسيح استقرت على أصغر مؤمن كما على أعظم مؤمن سواء بسواء. ولأن المسيح اشترى أصغر مؤمن كما اشترى أعظم مؤمن سواء بسواء، ولأن المسيح هو الضامن للأصغر كما للأعظم على السواء، ولأن الأصغر في عائلة الله محبوب من الآب مثل الأعظم سواء بسواء، ولأن غياب أضعف مؤمن سيترك فراغاً في السماء تماماً كما لو غاب منها أعظم القديسين، ولأنه لو سمح الرب بأن يهلك واحد من شعبه لأصبح محتملاً أن يهلك الأعظم كما الأضعف. ولو هلك الأذل لقال الشيطان عن المسيح أنه ضمن سلامة الأقوياء وعجز عن حفظ الضعفاء. بل إن محبة المسيح تحصر الأقوياء وتحوط الضعفاء من الغنم على السواء، والنعمة اللانهائية تؤكد خلاص هؤلاء تماماً كما تؤكد خلاص الرسل والشهداء، والله لا يُخطف منه شيء، والمسيح لا يُسرق منه شيء، والروح القدس لا ينهزم، والعهد لا يُنقض، والقَسَم لا يسقط إلى الأرض، والدم لن يكون قد أُهرق عبثاً، والشفاعة في أي واحد من هؤلاء الضعفاء الصغار لن تُقابل بعدم المُبالاة، لذلك سيُحفظون حتماً ولو تقوضت أركان الأرض وانقلبت أعمدتها، فلن يهلك واحد منهم أبداً.


 

تشارلس سبرجن

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS