الأحد 28 يناير - كانون الثاني - 2001

الآلام التي خلصتنا


الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر (1بط2: 24)

إن آلام المسيح من يد البشر كانت خاتمة لطريق طويل من عدائهم نحوه، بدأ من أول وصول خبر مولده لهيرودس (مت2)، واستمر مُلازماً له كل حياته. أما آلامه من يد الله فكانت شيئاً غريباً تماماً، على العكس ما اعتاده طول حياته، ولهذا فإنه صرخ من هول تلك الآلام.

وإذا أردنا أن نعقد مقارنة بين نوعي الآلام التي احتملها المسيح في الصليب، فإننا نقول إن المصدر مختلف (الله والناس)، والنوع مختلف (العدل والظلم)، والطابع مختلف (بسبب الخطية وبسبب البر) والتوقيت مختلف (ساعات الظلام وساعات النور)، والنتيجة مختلفة (البركة والقضاء).

دعونا نؤكد أن الآلام التي خلصتنا ليست تلك التي كانت من يد الإنسان، بل التي كانت من يد الله. فليس أن حمل المسيح للصليب وخروجه به خارج المحلة، وليس شربه الخل والمرار، نقول ولا حتى دق المسامير في يديه أو رجليه، ولا إكليل الشوك على رأسه. إن كل هذا لم يكن كي يُعيدني المسيح إلى حماه فأحيا معه. كلا، ليس آلامه من يد البشر هى التي أعادتني، إنما الذي أعادني هو ساعات الترك من الله وما احتمله من آلام رهيبة في ساعات الظلمة الثلاث.

بدون كفارة لا خلاص. والله وليس الإنسان هو الذي قدم المسيح كفارة (رو3: 24،25)، وهو الذي « جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه » (2كو5: 21).

إن الآلام التي من يد الإنسان كانت هى المدخل الذي دخل منه الرب إلى تنور الآلام الأقسى؛ أعني بها الآلام التي من يد الله. « والرب وضع عليه إثم جميعنا ». « أما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن إن جعل نفسه ذبيحة إثم ». ولهذا فقد قال الله « استيقظ يا سيف على راعيَّ ورجل رفقتي، اضرب الراعي » (إش53: 6،10؛ زك13: 7).

قاسى ربي كل هذا وتحمّل العنا
بل وسيف العدل جاز فيه كي أنجو أنا
نكّس الرأس أخيراً مائتاً عن الخطاة
فلك نجثو بحُبٍ أيها الرب الإله


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS