الأربعاء 20 سبتمبر - أيلول - 2000

خطر التأجيل


« لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلده يوم » (أم1:27)

التأجيل فخ خطير، وكثيراً ما ينتهي بالخراب والدمار. لقد أُعطى الحاضر للإنسان لكي يعمل فيه للمستقبل، وتأجيل عمل اليوم للغد غلطة مؤسفة، كم دمرت آلافاً عديدة من الناس!

وهذه الظاهرة، ظاهرة التأجيل الممقوتة، لا تتجلى بأكثر وضوح، مثلما تتجلى فيما يتعلق بأمر خلاص النفس. فكم من مرة شدد الكتاب على أهمية تسوية هذه المسألة ذات الخطورة البالغة « هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص »
(2كو2:6) ، « اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم » (عب7:3، 8).

إن كان القارئ لم يخلص بعد. فليذكر هذه الأمور الخمسة :

أولاً: كل يوم يُقضى في الخطية، هو يوم ضائع. فالحياة الحقة إنما هي الحياة التي نحياها لله. وكل الذين خلصوا يأسفون لأنهم لم يرجعوا للرب مبكرين أكثر مما فعلوا.

ثانياً: كل يوم ينقضي في التأجيل يضاعف عدد المشاكل التي لا تستطيع حلها. وكم ينسى الشبان هذه الحقيقة، وهى أنهم مع كونهم قد خلصوا وغُفرت خطاياهم، ولكن لتلك الخطايا القديمة آثار، بدنية وزمنية لا تُمحى. فغفران الخطايا هو بمثابة انتزاع مسامير من لوح خشبي، لكن يجب ألا ننسى آثارها الباقية. وهنا الحكمة في أن يكف الإنسان عن عمل ما لا يمكن حله في المستقبل.

ثالثاً: من الـمُحتمل أن تفقد النفس، في أية لحظة، الاقتناع بالخطية، إذ لا يعود الله يكلم الخاطئ بروحه القدوس. وكم من أشخاص قاوموا الروح القدس طويلاً حتى وصلوا، مثل فرعون إلى حيث يرفض القلب أن يصغي إلى التوسلات والتحذيرات.

رابعاً: إن الموت قد يطلبك قبل حلول الغد. ومرة قال داود
» إنه كخطوة بيني وبين الموت » (1صم3:20) . وربما قبل أن يأتي الغد، تغلق شفتاك ويتوقف قلبك، وتمضى إلى العذاب الأبدي.

خامساً: أخيراً، يجب أن نذكر أن الرب يسوع سيأتي ثانية. وقد يدعو مفدييه ليأخذهم إليه
(1تس13:4-18) قبل أن تنتهي من قراءة هذه السطور. وفى ساعة لا تظنها سينتهي يوم النعمة، وتبدأ ساعة الانتقام لأولئك الذين رفضوا أو أهملوا خلاصاً هذا مقداره.

وإذ لا تعلم ما يأتي به اليوم، فمن الحكمة أن تتحول في الحال إلى الله، معترفاَ بخطاياك ومتكلاً على نعمته.


 

هـ.أ. أيرنسايد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS