الأحد 7 مايو - أيار - 2000

حتمية كفارة المسيح


« فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله » (1بط18:3)

قداسة الله تعتبر الخطية نجاسة يجب تغطيتها من عيني الله القدوس (حب12:1، 13)، وبر الله يعتبر الخطية تعدياً، وكل تعد يجب أن ينال مُجازاة عادلة (عب2:2) ، وعليه فيلزم ترضية عن التعدي الذي تم. وهذا هو المدلول المزدوج للكفارة؛ تغطية وترضية :

بر الله وقداسته استلزما الكفارة التي استحالت أن توجد بين البشر، إذ هم جميعاً خطاة ويحتاجون إلى مَنْ يفديهم (مز7:49،8). وتساءل القديسون قديماً « كيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة؟ » (أى2:9، 4:25)، ولم يعرفوا حلاً لهذه الأحجية. ولكن ما أروع قول أليهو الذي قدم اقتراحاً لحل هذه العقدة « إن وجد عند <الله> مُرسل وسيط واحد من ألف، ليعلن للإنسان استقامته، يتراءف عليه ويقول اطلقه عن الهبوط إلى الحفرة، قد وجدت فدية » (أى23:33، 24).

لكن كيف يبرر الله الإنسان الـمُذنب النجس، أليس مكتوباً « مبرئ المذنب، ومذنّب البريء كلاهما مكرهة الرب »؟
(أم15:17) .

يا لها من مُعضلة كبيرة جداً!! ليس لها حل أبداً عند البشر. لكن شكراً لله، فكان الحل الرائع الوحيد هو في موت البديل البريء نيابة عن المذنب « لأن أجرة الخطية موت »
(رو23:6) .

بهذا الأسلوب أمكن لله أن « يكون باراً ويبرر مَنْ هو من الإيمان »
(رو26:3) . فالعدل الإلهي استوفى حقه تماماً من المسيح (2كو21:5) ، فما كان أسهل عند الله القضاء على العالم، كما فعل قديماً، أما أن يبرر الخاطئ فلم يكن الأمر سهلاً. فلقد كان الإنسان محتاجاً للتبرير، وما كان يمكن لله أن يبرر الأثيم إلا على أساس العدل، ومن هنا كانت حتمية الكفارة.

عن طريق الصليب، الله تبرر والإنسان الخاطئ تبرر. وفى الصليب اجتمع من صفات الله ما قد يبدو للعيان متعارضاً « الرحمة والحق التقيا، البر والسلام تلاثما »
(مز10:85) .

كم نسجد لك يا ربنا المعبود .. يا مَنْ في محبتك غير المحدودة قبلت أن تنوب عنا على الصليب وتواجه الله في يوم حمو غضبه، وتحمل في جسدك كل خطايانا على الخشبة!!

كم نحن فرحون بفدائك، ولكن فرحتنا الأعظم بك أنت يا فادينا. كم نحن مغبوطون بخلاصك، ولكن غبطتنا الأكثر بك يا مخلصنا.


 

يوسف رياض

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS