السبت 6 مايو - أيار - 2000

مقادس الله


« أما أنا فالاقتراب إلى الله حسنٌ لي » (مز28:73)

لا شك أننا في أمّس الحاجة إلى المزيد من أوقات الشركة الهانئة والفرص الهادئة للاختلاء بالرب، ولا سيما في هذه الأزمنة الصعبة (أو الخطرة). فهكذا كان سبيل الأتقياء والأمناء في كل عصر، الأمر الذي مكنهم من الثبات في أيام تزعزع فيها كل منظور، إذ تثبتت عيونهم وتعلقت قلوبهم بملك الدهور الذي وحده « يبقى » في حين أن « كلها تتغير ».

وكلما شعرنا بازدحام مسئوليات الحياة اليومية وضغوطها علينا، كلما وجب أن يدفعنا ذلك إلى الحفاظ على فرصة الخلوة الصباحية اليومية مع الرب مهما كان الثمن. فإذا هرولنا من مخادعنا في الصباح إلى مسئولياتنا المختلفة في الحياة دون أن نجلس أمام الرب، فإننا عندئذ نفقد بركة عُظمى.

وأمام عرش النعمة حيث تنسكب القلوب، ولا يكون أمام القلب والذهن سوى الله، تُعالج نفوسنا، وتُقوَّم طرقنا، ونعرف شخصه أعمق وندرك طرقه أكثر، ونتأيد « بالقوة بروحه في الإنسان الباطن »، نتعلم الثبات « في اليوم الشرير » فنذهب من « قوة إلى قوة » ومن « مجد إلى مجد ». إنها فرصة ثمينة نتعلم من خلالها مَنْ نحن، ومَنْ هو الله. صحيح أن ظروف البرية تعلمنا شيئاً غير قليل عن هذا وذاك، غير أن الأمر مختلف تماماً عندما نأتي « أمام العرش » حيث ندرك حقيقة أنفسنا كما يرانا هو، وندرك محبته ونعمته كما هي.

قد ندرك شيئاً من فساد قلوبنا، لكن دخولنا إلى المقادس يُرينا مدى عمق هذا الفساد. قد ندرك شيئاً عن كفاية نعمته، لكن المقادس وحدها هي التي تعلمنا ما هو « غنى نعمته الفائق »، و « محبته الكثيرة »، ومَنْ هو « الغنى في الرحمة »!

إنها فرصة مباركة فيها نقيّم الأمور الروحية والزمنية التي تُحيط بنا، تقييماً سليماً بحسب فكر الرب، كما نرى فيها المسيح كما يراه الله. فيا لبركة الخلوة في المقادس! إن السماء وحدها عن قريب ستعلن لنا كم كان تأثير الخلوة على القلوب، كما ستكشف عن كم الخسارة التي لن تعوَّض لمن أهملها على الأرض.

إن مقادس الله هي عين ما يحتاجه الفاشل (مز2:73-12، 17)، والحائر
(حب4:2-19) والمتألم (يع13:5) ، والخادم (كو27:1، 12:4) .. بل وكنيسة الله (1تى2).


 

اسحق إيليا

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS