الجمعة 26 مايو - أيار - 2000

راحة الضمير وراحة القلب


« تعالوا إلىَّ .... وأنا أريحكم. احملوا نيري ... فتجدوا راحة لنفوسكم » (مت28:11، 29)

يتكلم الرب هنا عن نوعين من الراحة. الأولى هي راحة الضمير. وهذا ما أعطاه لنا عند غفران خطايانا لحظة الإيمان بشخصه الكريم. والثانية هي راحة القلب، وهذه نتمتع بها في حياة الطاعة والخضوع له.

والراحة الأولى هي التي يمنحها بالنعمة لكل مَنْ يؤمن بشخصه المبارك ويأتي إليه بالإيمان، فيرتاح من ثقل الخطية والنير الثقيل الذي يرزح تحته. فكل سعى وراء الخلاص بمجهودنا وقوتنا قد باء بالفشل الزريع، ولكن عندما أتينا كما نحن إلى المخلص، فقد تحررنا من عبودية قاسية وثقل رهيب إلى الأبد. ولكن الرب يتكلم لكل مؤمن ويريد أن يمتعه بعد الإيمان براحة القلب. وهذه الراحة تأتى من حياة الطاعة والخضوع لإرادته الصالحة.

فلأننا لا نحمل نيره ولا نسير في حياة الطاعة لشخصه، هذا ما يفسر ما نراه مع بعض المؤمنين الذين بعد تمتعهم بالخلاص وبهجة الخلاص، سرعان ما تضطرب قلوبهم وتنزعج، ويعيشون حياة لا تعرف معنى راحة القلب ولا الطمأنينة والسبب الوحيد هو أن سر راحة القلب وهدوء البال هو في الطاعة والخضوع لشخص المسيح، والتعلم منه - تبارك اسمه - كالوديع والمتواضع القلب. وكونك تسير تحت نير المسيح هذا معناه ببساطة أن تمشى خطوة بخطوة بقرب المسيح، في علاقة وشركة يومية مع هذا الرائع الفريد، وعندئذ ستختبر هذا الاختبار المجيد « تجد راحة كاملة لنفسك وقلبك ».

وعندما يسير اثنان معاً، فإن القوى سيعضد الضعيف المسكين، فالمؤمن الضعيف الذي لا قوة له، عندما يسير بجانب المسيح وتحت نيره، وهو القدير والجبار، صاحب القدرة العظيمة. فحينئذ سيتمتع « بقوة المسيح » (2كو9:12، 10). فما أروع أن نسير مع الله كأخنوخ
(عب5:11) ونتحلى بروح المسكنة الحقيقية لأن « الضعفاء تمنطقوا بالبأس » (1صم4:2) . وقال أيوب عن اختبار للرب « كيف أعنت مَنْ لا قوة له، وخلـَّصت ذراعاً لا عز لها » (أى2:26) .

نفسي اقربي بالشوقِ من كرســي رحمتـــه
حيــــث يســـــوع للدُعـــــا يصغـي بنعمتــه
يا مـن وعــدت الـمُتعـــبَ بالراحة العُظمى
أقتــــــــــرب مُطالبــــــــــــاً بوعدك الأسمـى


 

أندرو مولر

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS