السبت 13 مايو - أيار - 2000

حبرون وصوعن


« وأما حبرون فبُنيت قبل صوعن مصر بسبع سنين » (عد 22:13)

مصر كما نعلم هي رمز للعالم الذي كنا مستعبدين فيه، والذي منه أُنقذنا، ويرجع الفضل في هذا الإنقاذ إلى ربنا يسوع المسيح « الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير » (غلا4:1) .

وكانت صوعن عاصمة مصر. وصوعن معناها « متزعزع » وهذه صفة العالم « الأشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ، وتقذف مياهه حمأة وطينا »
(إش20:57) .

وحبرون معناها « الشركة ». وأول مكان وردت فيه حبرون في تكوين18:13إذ كانت لأبرام مكاناً للعبادة والشركة مع الله. فيكون حينئذ الغرض من ذكر بنائها قبل صوعن مصر بسبع سنين، هو لكي نفهم أن ما أعده الله من البركات لقديسيه سابق جداً من حيث الزمن لأي شيء ولكل شيء من هذا العالم الحاضر. ويسوغ القول إن السبع السنين هي فترة كاملة من الزمن، فكانت السنة السابعة سبتاً.

هناك في حبرون وعد الله أبرام بولادة اسحق. وهناك زاره الله (تك18)، وهناك اشترى حقل المكفيلة ليدفن فيه سارة، ومن هناك أحضروا عنب أشكول، وهناك كوفئ الإيمان إذ أُعطيت حبرون لكالب ميراثاً « نعِمّا أيها العبد الصالح والأمين ».

ومن الـمُلذ أن نذكر أن بنى عناق الثلاثة الذين خافهم بنو إسرائيل، وبسبب الخوف منهم احتقروا الأرض الجيدة . كانوا موجودين في حبرون عندما دخل الشعب الأرض « فطرد <كالب> من هناك بنى عناق الثلاثة »
(قض2:1) وبعد موت شاول الملك مُسح داود في حبرون ملكاً على إسرائيل وكانت حبرون عاصمة مُلكه (2صم1:2-4، 3:5).

أما عن صوعن فنذكر ما جاء بصددها في مزمور12:78، 43 « قدام آبائهم صنع أعجوبة في أرض مصر بلاد صوعن ». فهناك ظهرت قوة الرب عاملة لأجل الذين نزل ليخلصهم.

وفى إشعياء 11:19نقرأ القول « إن رؤساء صوعن أغبياء » وهذا يذكرنا بما جاء في1كورنثوس8:2
» التي (حكمة الله في سر) لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد ». نعم، لقد تصرفوا كأغبياء، وأخيراً نقرأ عن مصير صوعن في حزقيال14:30فالقضاء هو مصيرها المحتوم.


 

ج.أ. تيلور

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS