الجمعة 4 فبراير - شباط - 2000

تأملوا الزنابق


« تأملوا زنابق الحقل، كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل » (مت28:6)

إن زنبقة الحقل لا تترك مكانها، ولا تملأ الجو بصوت صراخها، ومع ذلك فإنها تنمو، ولا تتوقف في نموها، بل يقول لنا الرب « ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها ». ذلك لأن مجد سليمان كان مكتسباً وكان صناعياً، بينما مجد الزنبقة هو مجد أصيل وطبيعي وداخلي.

والآن دعنا نفكر في ما يكسو الزنبقة من مجد وبهاء.

فأولاً: لون الزنبقة الأبيض يجعلها تعبيراً ورمزاً للطهارة؛ أيوجد رداء يكسو الشخص مجداً مثل الطهر والنقاء؟!

ثانياً: مكان وجود هذه النبتة الصغيرة، وهو الأودية، يجعلها رمزاً للاتضاع!

ثالثاً: مكان تكرار الإشارة إلى هذه الزهرة في الكتاب، هو سفر النشيد، وتُسمّى فيه « السوسن » حيث تَرِد فيه نحو سبع مرات، وبالتالي فهي تحدثنا عن المحبة.

وهنا نتقدم خطوة أخرى إلى الأمام ونسأل: ألعل المؤمنين أولاد الله يكتسون بمجد أسمى من مجد الزنبقة؟ وهل يكسوهم ما هو أفضل من كساء الزنابق؟ الإجابة هي نعم بكل يقين، بل إن الفارق هائل وعظيم بين المؤمن والزنبقة، والسبب لذلك أن المسيح بنفسه صار كساء المؤمن!

أتحدثنا الزنبقة عن الطـُهر والنقاء؟ اسمع ما يقوله الرسول بولس « لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه (في المسيح) »
(2كو21:5) .

ثم الاتضاع والوداعة. فيحرّض الرسول بطرس المؤمنين بالقول « وتسربلوا بالتواضع »
(1بط5:5) . أليس المسيح نفسه قدوتنا في ذلك وهو القائل « تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب » (مت29:11) ؟ فما أبهى تلك العباءة؛ عباءة الوداعة والتواضع.

ثم المحبة، هي ذات طبيعة الله « الله محبة »، وقد سكب الله محبته الإلهية بالروح القدس الـمُعطى لنا
(رو5:5) . أتوجد حُلة نرتديها مثل حُلة المحبة آلتي قال عنها الرسول إنها « رباط الكمال » (كو14:3) ؟! إن المسيح نفسه هو نموذجنا الرائع « اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة » (أف2:5) .


 

يوسف رياض


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS