الجمعة 25 فبراير - شباط - 2000

ما يفعله الإيمان


« الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى .. » (عب1:11)

الإيمان يجعل ما يُرجى حقيقة بالنسبة لنا وكأننا قد حصلنا عليه. كما أنه يمنح يقيناً لا يتزعزع بأن البركات الروحية غير المنظورة في المسيحية هي أكيدة وحقيقية بشكل قاطع. وبكلمات أخرى إنه يُحضر المستقبل ليصبح ضمن نطاق الحاضر، كما يجعل غير المنظور منظوراً. الإيمان هو الثقة بإلهنا الجدير بالثقة. إنه الإقتناع بأن ما يقوله الله صحيح، وبأن مواعيده ستتم.

ينبغي للإيمان أن يحصل على نوع من الإعلان من لدن الله، أو أن يتأسس على وعد إلهي. ليس الإيمان قفزة في الظلام، بل إنه يطلب أكثر البراهين يقينية في العالم، ويجدها في كلمة الله. إنه لا يقتصر على ما هو معقول وممكن ولكنه يغزو المستحيلات. قال أحدهم: الإيمان يبدأ عندما تنتهي الأمور الـمُمكنة، وهى إن ظلت ممكنة فلا يتمجد الله بها.

« الإيمان، الإيمان العظيم يرى الوعد » وينظر إلى الله وحده. إنه يهزأ بالمستحيلات، ويهتف « الأمر سيتم ».

لا تخلو حياة الإيمان من الصعوبات والمعضلات. فالله يمتحن إيماننا ليرى هل هو حقيقي
(1بط7:1) لكن كما صرَّح جورج مولر « بأن الصعوبات تشكِّل طعاماً يتغذى عليه الإيمان ».

الإيمان قلعة أمام التجارب لأنه يضع العين على الرب دون الالتفات إلى أمواج التجربة أو رياحها الشديدة. إنه يجعل الأذن تستمتع بكلمات عذبة لسيدنا « تشجعوا أنا هو لا تخافوا »

الإيمان كمعدن ثمين يضعه الصائغ في البوتقة من أجل اختبار مدى أصالته ونقاوته. إنه يتعرض لنيران الاضطهاد والمرض والألم أو الأسى، فمن دون الصعوبات لن نتمكن من اكتساب قوة الاحتمال.

أخي .. إن الإيمان يقول لك افرح، فإن التجارب المتنوعة ليست أعداء تنوى تحطيمك، لكنها أصدقاء جاءت لتساعد على تطوير خلق مسيحي رفيع، لأنه بها يحاول الله إنتاج شبه المسيح في كل واحد من أولاده.


 

وليم ماكدونالد

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS