الخميس 10 فبراير - شباط - 2000

أليشع كرمز للمسيح


« ومات أليشع فدفنوه.. وفيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر أليشع فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع عاش وقام » (2مل20:13،21)

مكتوب في نبوة إشعياء 10:53 » إن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلا » - هذه الكلمات الكريمة كُتبت عن الشخص الفريد العجيب الذي لم يكن أليشع إلا رمزاً ضئيلاً له. « إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير » (يو24:12) . ألا نرى هذا السر العظيم في ظل هذا المشهد الجميل؟ لقد استعبد العدو شعب الله، وكان الموت يهددهم جميعاً، وكل ما استطاعوا أن يعملوه هو أن يدفنوا موتاهم. لكن لما مسّ الميت مَنْ اجتاز في الموت كانت هناك حياة وقيامة. لقد عاش الرجل وقام على رجليه، وإلى جانب الحياة كان هناك عتق وخلاص من العدو، لأننا نقرأ بعد ذلك مباشرة أن الرب حنَّ على شعبه ورحمهم والتفت إليهم لأجل عهده مع إبراهيم واسحق ويعقوب. ولم يشأ أن يستأصلهم ولم يطرحهم عن وجهه حتى الآن (2مل23:13) .

لقد كان أليشع كضيف سماوي منفصلاً أدبياً عن الكل، بينما بالنعمة كان خادماً للكل: للغنى وللفقير وُجد في مختلف ظروف الحياة، واقترب من كل طبقات الناس. كان يسير أحياناً من أرض إسرائيل وأحياناً خارج حدودها، لكن حيثما ذهب، وفى أية ظروف وُجد، ومع كل مَنْ التقى، كان عمله الوحيد هو أن يعرِّف الجميع بنعمة الله.

تارة استُهزئ به، وتارة أخرى نُسى وتجاهله الناس، وفى أوقات حاولوا أن يقتلوه. ولكن على الرغم من هذا وذاك ظل مثابراً في خدمته؛ خدمة المحبة، فرفع اللعنة، وأنقذ حياة ملوك. أشبع الجياع، ساعد المحتاجين. شفى الأبرص. أقام الميت، ولم يقبل شيئاً تعارض مع خدمة النعمة. فرفض غنى العالم وعطايا الناس، وارتضى أن يكون فقيراً وغيره يستغني.

لقد كان أليشع رمزاً غاية في الروعة لمن هو أعظم منه بما لا يُقاس- رمزاً للمكتوب عنه « أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ». « مملوءً نعمة وحقا » (يو14:1، 17) هو - تبارك اسمه، الذي افتقر وهو غنى لكي نستغني نحن بفقره، وهو الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه. وأخيراً بذل حياته وسكب للموت نفسه لكي تملك النعمة بالبر!


 

هـ. سميث

   


إذا كانت هذه التأملات قد ساهمت في تعزيتك وتقويتك في طريق الرب، فلماذا لا تكتب لنا وتخبرنا فنفرح معك ونتعزى. وإذا كان لديك أسئلة روحية فيمكنك أيضاً مراسلتنا على أحد العناوين في الصفحات التالية:

- بيت الله - اسمع - جهنم -

يمكنك أيضاً زيارة صفحة طعام وتعزية الشقيقة

جميع الحقوق محفوظة ©

 إلى الوجبة التالية NEXT إلى الوجبة السابقة  PREVIOS